Wednesday, March 13, 2013

هل كل هذا هباء؟

الزمان:...منذ عدة أسابيع، أثناء زيارتنا شبه الأسبوعية.
المكان: بيت أهل زوجى المقيمين فى مدينة آخرى.
الحدث:
قام إبنى الحبيب البالغ من العمر عامان و بضعة أشهر، بالعرض المسرحي المفضل اليه هذه الأيام؛ الا وهو نوبة الغضب...تعرفون طبعا عما أتحدث. القى طفلي العزيزبنفسه على الأرض صارخا فى إحتجاج واضح وصريح على ماما الشريرة التى تريد أن تمنعه من فعل شئ مامن الأشياء التى يعتبرها الأطفال فى مثل عمره "ممتعة" مثل كسر شئ ما...ضرب شخص ما...
...وبصفتى أم قررت أن تربي أطفالها على أسس تربوية وعلمية,فقد قمت بما يمليه علىّ تدريبي! إنحنيت على ركبتى حتى تصبح عينىّ على مستوى نظره...و أمسكت ذراعيه حتى أتأكد أنه ينظر الىّ مع الحرص على عدم الامه...ثم أخبرته بصوت منخفض ولهجة حاسمة الا يفعل ذلك!...
...فتصرف إبني بالشكل المنطقي الوحيد وهو الصراخ فى وجهي ومحاولة ضربي!
طبعاًُ كانت جميع الأنظار علينا فى هذه اللحظة والجميع يتفرجون على هذا الفيلم الشيق...فيلم "الساذجة والوحش"!...
وهنا تحدثت سلفتى- والتى تربطنى بها علاقة جيدة جدا بالمناسبة- قائلة بحماس:

       -" أنا سعيدة جداَ أنه على الرغم من أن أسلوبك فى التربية مختلف تماما عن           
           أسلوبي الا أن النتيجة واحدة..فإبنك لا يختلف عن إبنتى فى أى شىء!"

طبعا على الرغم من أنكم لم تلتقوا الابنة المذكورة الا أنكم عرفتم "بالفكاكة" أن هذه العبارة لايمكن أن تكون مدحا!
... فى ظروف أخرى, كان من الممكن أن أعتبر هذا التعليق من باب غيرة السلايف و تنتهي القصة هنا...لكن فى الواقع أن الدافع وراء هذه المقولة أن تصرف إبني الفاضل أكد بدون قصد على ما كانت تقوله هذه الأم المسكينة منذ وقت طويل...
فحتى الأم -أنا يعني- التى تتحكم فى نفسها وتقراء الكثير من الكتب التربوية وما الى ذلك وبالرغم من ذلك هاهو ابنها يتصرف بنفس طبيعة إبنتها مما يؤكد أن الجينات المشتركة بين الطفلين هى السبب فى سلوكهما ولا أمل مهما إختلف أسلوب التربية فى علاج ذلك!!

الحقيقة أنني قبل هذه الزيارة كنت أمر بحالة انعدام ثقة "أمومية" بعد بلوغ إبني العامين بقليل تحول فجأةالى الشريك المخالف!
فأصبح جدولنا اليومي هو رفضه لأى و كل شئ منى, واحساسي الدائم بالاحباط والفشل لعدم قدرتى على التفاهم مع نفس الطفل الذى كان بالأمس القريب فى غاية السلاسة واللطف. وتحولت بين ليلة وضحاها من الأم متعددة الأفكار التى دوما ما تملك بدلا من الفكرة آلف فكرة للتصرف مع إبنها فى أى موقف الى أم "محتاسة"  شاعرة بالفشل دوما لعدم قدرتى على السيطرة على أى تصرف من تصرفات إبنى العجيبة!
ثم جاءت هذه المقولة لأم لديها مشاكلها الخاصة لتزيد من مشاكلي بدورهاّ!

أنا نفسى كنت أفكر... 
ما فائدة المجهود الكبير الذى أقوم به فى تشقيف نفسي و "المذاكرة" والصبر والتحكم فى أعصابي و كل هذا الهراء إذا كان ابنى يتصرف بشكل عدواني ولا يسمع الكلام...
ما الفائدة اذا كنت لا أرى أى فرق بين أبني وبين أى طفل آخر...بل حتى أرى أطفالا يتصرفون بشكل أفضل منه فى كثير من المواقف!

لهذا قررت أن أكتب عن هذه القصة اليوم...
لأننى متأكدة أنني لست الوحيدة...أكيد هناك أمهات أخريات إخترن اللجوء الى الأساس العلمي فى أسلوب تربيتهن...وأكيييد مررن بموقف...أو مواقف مماثلة...

فى الواقع... هذه الجملة ضايقتني لمدة طويلة جدا...فأن يكون لى شكوكي أن طفلي لايظهر أى تميز على الرغم من جهودي شىء و أن يؤكده لى شخص آخر شكوكي شئ مختلف تماما...
السبب الذى جعلني أكتب فى الموضوع الآن أننى توصلت لحل ما وذلك لعدة اسباب:
 أولها حديثي مع أختي ربنا يخليها لي ومايحرمنيش منها أبدا يارب، والتى لديها طفلة رائعة ربنا يحميها فى الرابعة الآن... أن آوان الحصاد لم يحن بعد...و أن عدم وجود ثمار لمجهودي بعد لا يعنى أنه راح سدى...
أعتقد أنه كما قلقت عندما سمعت الملاحظة قادمة من شخص آخر إحتجت أن أسمع عكسها من شخص أخر أيضا...

السبب الثاني هو ؛ أنه حتى إذا فرضنا أن الأسلوب العلمي فاشل فالأسلوب العكسي لم يؤتى بأي نجاح هو الأخر...على الأقل بأسلوبي هذا أشعر أنني أؤدي أفضل ما عندي...
و آخيرا..." داوينى بالتي هى الداء" 
أوصلتني "مذاكرتى" أن الأولاد يصلون الى أقصى حالات العنف والعناد فى عمر السنتين لأنهم يكتشفون فجأة أنهم أشخاص مستقلون عن أمهم و أنهم لديهم القدرة على قول لا وإبعاد أجسامهم عن والدتهم بالجري بعيدا عندما يريدون ذلك...لذل فإنهم يستخدمون هذه القدرة الخارقة الجديدة فى كل مناسبة يتمكنون فيها من ذلك...أليس هذا ما قد يفعله أى شخص فى نفس الموقف؟
لذا لا يملك ولى الأمر فى هذه الحالة الا الصبر و الاستمرار فى تعليم إبنه الصبر و طول البال عن طريق ممارسة الصبر و طول البال أمامه قدر المستطاع حتى تمر هذه الفترة العصيبة بسلام...

حسنا! ربما لم أجد علاجا سحريا ما لأمنع طفلي من إحراجي علنيا كمافعل فى هذا اليوم... وفي أيام كثيرة أخري بالطبع... لكن التربية ليست لحفظ كرامة أو ماء وجه ولى ألأمر... بل هى لفائدة الطفل أولا و آخيرا...لذا...إذا كان ما يتطلبه الأمر هو الصبر...فالنصبر إذن...
                                  واستمتعى بأسرتك الجميلة!