Saturday, April 27, 2013

التليفزيون

تنصح نقابة الأطباء الأمريكية بالأ يتفرج الأطفال دون سن الثانية على التلفاز نهائيا!...بينما يسمح للأطفال بين الثانية والثامنة بالتفرج عليه لمدة لاتزيد عن نصف ساعة!

بداية مستفذة اليس كذلك؟
أنا شخصيا لدى مشكلة فى تطبيق هذه القاعدة التربوية بالذات... فكونى أم لطفلين دون الثانية يعنى أننى أقع فى دائرة الا تليفزيون بالمرة!
وهو أمر يصعب تصوره خصوصا أننى ربة منزل.. اى أننى لا أفعل أى شيء خارج المنزل لقتل الوقت...بل اقضي يومي كله "وشى فى وش العيال"! 
فكيف أفعل هذا بدون التسلية الوحيدة الباقية لى فى الحياة بما أن النوم وشرب كوب الشاى الساخن وتناول الطعام وقت الجوع أصبح من الكماليات فى حياتى...ماتبقى لى هو هذا الجهاز الساحر يلعب كخلفية بينما اولادى يقفزون علىّ ويبكون ويصرخون معا طيلة الوقت!
كيف يمكننى أن أقضى اليوم بكامله بدون أى تسلية؟؟؟
ولأننى لم أكن اعلم السبب العلمى وراء كراهية السادة الأطباء الأمريكان لمشاهدة التلفاز وكيف يقترحون بالضبط أن أمضى اليوم مثلا؟...فأنا صدقا لم أطبق هذه القاعدة نهائيا!...فالتلفاز لايغلق فى بيتنا أبدا...
لكن للأسف الشديد علمت من يومين فقط - عن غير عمد- السبب...
الأطفال اللذين يتعرضون للتلفاز لساعات طويلة تتأثر قدراتهم على التركيز مع مرور الوقت كما يتأثر معدل نمو خلايا المخ لديهم... حسب الدراسات..
...أعتقد أن هذا حافز جيد لتغيير وجهة نظرى فى الموضوع...
...لأكون واقعية فى تناول هذا الأمر لم أنوي أن اتوقف فجأة...بل قررت أن أجرب ليوم واحد! ولنرى ما سيحدث....
وهكذا قررت يوم الثلاثاء الماضى أن يكون يوم الا تليفزيون... الى حد ما!
بدأنا اليوم كالعادة بتناول الفطور بينما يتفرجون على الكارتون الصباحى...والذى يستمر عادة لمدة ساعة...بعد هذه الساعة لم أقم بتحويل المحطة كعادتي بل أغلقت التليفزين تماما...
ساد صمت غريب البيت...وشعرت كأن الضوضاء المعتادة قد اختفت! هل كل هذه الضوضاء كانت من التليفزيون وليس الأولاد؟
فى هدوء نسبى مقارنة بالمعتاد,لعب الأطفال فى منطقة اللعب المخصصة لهم بعض الوقت...

.ثم آخذ ابنى يذرع البيت كله جريا وهو يغنى بحماس (لاتسألونى ماذا يغنى لأنه لا   يتحدث بعد)
جاء موعد الغفوة الصباحية لابنتى فوضعتها فى فراشها...والآن ماذا؟
حسنا! الجو ليس سيئا فى الشرفة لما لا نجلس فيها قليلا؟
فعلنا...مستمعاّ بالمكان الذى حرم من اللعب فيه طيلة الشتاء... أخذ  ابنى يقفز ويمرح ويلعب برشاش الماء بينما جلست أنا فى هدوء أقرأ فى مجلة!..... لم أجد الوقت لأفعل ذلك منذ وقت طويييييييل...!
الغير متوقع هو أننى شعرت بجلوسي فى الشرفة كأنما قد خرجت فى الشارع مثلا...شعرت كأنما جسدى تتبخر منه الرطوبة التى ملأته من الحبسة فى المنزل طوال الشتاء...
ثم تناول ابنى سلة الغسيل البلاستيكية وقلبها ليطبل عليها...فتركت المجلة و قررت أن "آزمر" على موسيقى الطبلة ببوق مصنوع من قبضة يدى أمام فمى...لم أنتبه لمرور الوقت...فوجئت بأن ساعتين قد مروا و نحن نلعب العابا مختلفة و نضحك...والمدهش أننى لم أشعر بالملل...
استيقظت ابنتى فأحضرتها معنا الى الشرفة لتناول الغداء بينما سلىّ ابنى نفسه بتمشية الديناصورات على حافة الشرفة و التفرج على السيارات من بين قضبان سور الشرفة...
بعد ذلك قررت أن ندخل...كفاية شمس كدة!
فى الداخل استمر ابنى فى الجرى والقفز فى انحاء المنزل بينما انشغلت أخته بطرق المكعبات ببعضها مستمتعة بالجلوس فى حجر ماما...
بعد الظهر تحدثنا مع تيتا عن طريق النت وبما أننا موصلين التليفزيون بالكمبيوتر (جوزى مهندس كمبيوتر) فقد تحدثنا مع تيتاعلى التليفزيون...استمتع الأطفال كثيرا برؤية جدتهما على الشاشة الكبيرة واعتبروا ذلك أمرا مضحكا جدا...
ثم لدهشتى وذهولى فوجئت بإبنى المقاطع للطعام منذ وقت طويل يأتى بثقة بسندويتش من الثلاجة و يجلس جوارنا ليتناوله بشهية!
لم أتصور أن نفسه المسدودة لها علاقة بالتلفاز...
لكن ما أظن أنه حدث ليس أن التلفاز سد نفسه ولكن عدم الجلوس امام الشاشة والتحرك فتحا نفسه!
بعد مرور بضع دقائق اكتشفت أن الساعة أصبحت السابعة وأن موعد الاستعداد للنوم قد حان!
وكالعادة مثل كل ليلة  أخبرت ابنى ثلاث مرات متباعدة بفرق 5 دقائق أن موعد النوم قد اقترب...جاء بابا من العمل وجلس ابنى يحدثه عن يومه بينما ابنتى تزحف تحت السفرة! ثم أعلنت عن موعد النوم!...
حملت طفلتى النعسانة...بينما طفلى يبحث عن لعبة ما ليأخذها معه الى الفراش...ثم بسلاسة على غير العادة سار راقصا الى غرفة النوم مغنيا باى....باى...لوالده وسبقنى الى الفراش!
ولأول ليلة منذ وقت طويل يذهب ابنى الى النوم بمجرد أن لمست رأسه المخدة.
حسنا! وقت أقل للتلفاز فى هذا اليوم عنى وقت أطول فى الشرفة متعرضين للهواء النقى...عنى المزيد من النشاط و الحركة...
 عنى المزيد من التركيز على الألعاب و الكتب و الأنشطة الآخرى المتوفرة فى المنزل...وبالنسبة لماما عنى بعض الهدوء والاسترخاء...
لابد أن هناك من يتسأل وماذا عن الطبيخ و الغسيل و شغل البيت؟ ماذا عن المسلسل الذى لا أريد أن يفوتنى؟
حسنا! كما قلت أننى كنت أجرب ليوم واحد...والمفاجأة أن الحياة بدون تلفاز لم تكن مملة ولا تطاق كما كنت أظن...بل اكتشفت أن هناك الآف الأشياء التى يمكن أن نفعلها اذا قللنا من الوقت الضائع أمام التلفاز...
لأكون واقعية لا أتوقع أن يكون كل يوم مثل هذا اليوم...
بالطبع سيكون هناك أياما سأكون مرهقة أو مشغولة و سألجاء الى التلفاز ليلهى الأطفال عنى...
وهناك أياما سيكون الطقس سيئا فلا نقدر على الخروج للشرفة مثل اليوم...ستكون هناك الآف الأسباب...لكننى سأحاول قدر استطاعتى أن أعيد هذه التجربة مرة آخرى...ربما ليس غدا...ولا بعد غد...لكن فى غد ما!
ربما سأجعله يوما ثابتا فى الأسبوع ؟ ربما فى الشهر؟
لا أدرى مازلت أخطط...
ماذا عنكم...هل ستجربون يوم بلا تلفاز؟؟؟
                                        استمتعى بأسرتك الجميلة!

Wednesday, April 24, 2013

واثق الخطى يمشى ملكا

أريد فى بداية حديثى اليوم أن أعترف لكم بشئ مهم...
أنا أعانى من مشاكل حقيقية فى الثقة بالنفس...
أنا من هذا النوع من الناس اللذين يخبرون أنفسهم أنهم سيفشلون فى الشئ حتى قبل أن يجربوه..و من النوع الذى يقف أمام المرأة ليقول لنفسه أشياءا قد يشقف على قولها لألد أعدائه من شدة قسوتها...
أنا من النوع الذى يكره أن يتصور لأننى دوما أكره نفسى فى الصور...دوما!...و أسواء لحظات حياتى هى عندما أضطر لشراء ملابس جديدة...وأشعر بالذنب كلما أكلت أى شئ لأن أى طعام سيجعلنى أبدن من ما أنا...
من الآخر ليس ممتعا جدا أن أكون أنا...
مشاكلى فى الثقة بالنفس لم أجد لها حلا على مدار السنين ولم أبحث كثيرا لأكون صريحة...
لكنى تناسيت الموضوع بعد أن تزوجت وأصبحت أما... الى أن أخبرنى الطبيب أن جنينى الثانى فتاة!
فى هذه اللحظة "خبطنى" مشهد تكرر كثيرا جدا أيام مراهقتى و أنا أبكى بحرقة لأمى قائلة أننى دميمة جدا ونظرتها و هى تنظر الى غير عالمة ماذا تفعل لتساعدنى...

اما و قد تخيلتونى كأخت أحدب نوتر دام التؤام!

 فلكم أن تتخيلوا قلقى أن تعانى ابنتى من نفس مشاكلي...خصوصا أنها ليست بهذه الندرة وأن تقريبا كل نساء العالم يشعرن بنفس هذا الشعور...يزيد الوضع سوءا بالطبع كل تلك الصور فى كافة وسائل الاعلام والتى تضع معيارا يستحيل الوصول اليه للجمال - حتى نجمات هوليود لايبدون فى الحقيقة مثلما يبدون فى الصور!
قد يتسأل البعض لماذا مع طفلتى شعرت بهذا و ليس مع طفلى الأول؟ مع أن الثقة بالنفس موضوع يؤثر على الجميع وليس الفتيات فقط...
حسنا صحيح أنه يؤثر على الجميع لكن الموضوع معقد اكثر مع الفتيات من وجهة نظرى...فأكثر ما يرعبنى هو أن تربط ابنتى -لا قدر الله- حياتها بشخص سئ من جميع الجهات ليس حبا فيه ولكن خوفا من أن إذا ذهب لا يأتى غيره...و غير ذلك من القرارت الغبية التى قد تؤثر على بقية حياتها بسبب قلة الثقة بالنفس...على عكس الشاب الذى لديه فرص أكبر بكثير ليقف على قدميه بعد قرار سىء فى حياته و البدء من جديد!
على كل...فاقد الشىء لا يعطيه...كيف أربى فتاة على الثقة بالنفس وأنا نفسى لدى مشكلة فى هذا الموضوع؟؟؟
حسنا! بحثت كثيرا عن إجابة...وبما أن الموضوع ليس بهذه الندرة كما قلت فقد وجدت أطنانا من النصائح حول هذا الموضوع... إخترت منها ما راق لى شخصيا و قررت أن أفعله مع أولادي...وبالطبع نفس الكلام يمكن تنفيذه مع الأولاد وليس الفتيات فقط...

1. لابد أن تمارس الطفلة الرياضة منذ سن صغيرة...فقد وجدت الدراسات أن الفتيات الواتى مارسن الرياضة يشعرن بإحساس أفضل نحو أنفسهن خصوصا عندما يرين كيف تقدر أجسادهن على القيام بأشاء قوية ورائعة مثل الجرى السريع أو المرونة العالية وغيرها من الأشياء التى تكسبها الرياضة للجسم...
2. عند توجيه عبارات التشجيع للفتاة ( هذا الكلام لولى الأمر وليس عموما ) لا نكتفى بقول أنها جميلة! بل نكن محددين أن عينيها جميلتين مثلا او تسريحة شعرها تبدو رائعة لأن تحديد مواطن الجمال خصوصا من والديها سيتحول الى ذلك الصوت الداخلى عندما تكبر...وبالطبع لايجب أن يقتصر تشجيعنا على الشكل الخارجى فقط بل نتحدث كثيرا عن مهاراتها المختلفة...كحسن إختيارها لما ترتديه اليوم مثلا أو مدى مهارتها فى الكتابة أو مدى ذكائها و ما الى ذلك فالحديث عن الأشياء التى أنجزتها عن قصد أفضل من الحديث عن المهارات التى خلقت بها و بالتالى لا يمكنها التحكم فيها مثل لون بشرتها مثلا!
3.نتحدث معها عن كيف أن هذه الصور فى المجلات معدلة و النت مليئة بصور تفضح الشكل الحقيقى للعارضات و النجمات لترى بنفسها الحقيقة و نؤكد على أن كل شخص بلا استثناء لديه مواطن جمال و مواطن قبح فالكمال لله وحده!
4.لا نسخر من أي شىء أنجزته مهما كان صغيرا ولا نجعل محور حديثنا مع كبار آخرين على مسمع منها السخرية والتهكم عليها.
(هذه النصيحة فى قمة الأهمية باللذات الأولاد).
5. لا تقارنى بينها و بين أطفال آخرين سواءا إخوتها أو أقرابئها.
وآخيرا وأهم نقطة لابد أن تكونى قدوة لابنتك...فإمتنعى عن انتقاد نفسك أمامها وخصوصا شكلك...لأنها ستقلدك و عليكة بالتركيز على تناول الأطعمة الصحية أمامها و ممارسة الرياضة بشكل دائم حتى تترسخ هذه الصفات فى حياتها و تصبح عادة طبيعية لديها.
أعرف أن العالم الخرجي يؤثر على أولادنا أكثر و أكثر منا كلما كبروا...وكثيرا ما سنواجه من يدمرون مجهودنا من من يحيطون بأولادنا... لكننى كلى ثقة أن ما نفعله فى حياة أولادنا فى السبع سنوات الأولى من أعمارهم هو مايؤثر فى باقى عمرهم مهما حدث بعد ذلك...

آخر شيء أضيفه أطلبى من زوجك أن يساعدك بأن يحرص كل يوم أن يحتضن طفلته و يخبرها كم هى رائعة! 
                                   استمتعى بأسرتك الجميلة!


Sunday, April 21, 2013

تنهيدة-2

لم أتمكن من التوقف عن التفكير فى هذه الأم الرائعة وطفلتها المدربة على النوم...
ليس لرغبتى فى تقليدها أو للغيرة منها أو التنافس معها... لا والله.
فى هذه المرحلة من حياتى كنت مقتنعة تماما أن إبنى لا يمكن تعويده على النوم...فالكثير من الأطفال الذين أعرفهم بالفعل بدأوا فى النوم فى نفس موعد ذويهم من عمر أصغر منه حتى...
من الواضح أن ابنى ليس من هذا النوع, وبالتالى فمن واجبى كأم أن أفعل ما يناسبه أكثر من أى شئ آخر ولا يهم أن أربح مسابقة خيالية  مع أم آخرى على حسابه...
ربما هو الفضول... ربما هو الملل فى ليلة طويلة آخرى أبحث فيه عن شئ ما أشغل به وقتى...لا أدرى لكننى على كل حال وجدت نفسى فى هذه الليلة أبحث على النت عن "تدريب النوم" إذا كان هناك أى شىء يسمى بذلك أساسا.
المفاجأة أن أبحاثى دلتنى على الكثير!...وأهم مادلتنى عليه أن تدريب النوم مفيد لطفلى لأسباب عديدة!
الأمر لا علاقة له براحتى الخاصة من عدمها...ولكن له كل العلاقة بصحة ابنى...لن أطيل عليكم هنا بالحديث عن ضرورة و أهمية تدريب الأطفال على النوم لأن كل ذلك متوفر بكثرة فى مواقع عدة...
لكن سأدخل فى الموضوع مباشرة...نعم! يمكن تدريب الرضع على النوم!
احتاج منى الأمر الى اسبوع من البحث و"المذاكرة"...
شكلى كان يشبه الشكل المعتاد للطالب المجتهد فى المسلسلات...
أكثر من كتاب مفتوح فى نفس الوقت... وأكثر من صفحة على الانترنت...وتسجيل ملاحظات...
فى النهاية قدمت عريضتى لزوجى باعتباره شريكى فى الجريمة!
واتفقنا أن نبدأ فى تدريب أبننا على النوم...
تنص كل المواقع على منح أي أسلوب تدريب من الأساليب الرائجة فرصة لا تقل عن 14 يوم قبل الاستسلام واعتار الأسلوب قد فشل...
لذلك جهزت نفسى لأسبوعين من الصراع!
فى الليلة الأولى قمت بكل المطلوب...قبل النوم بساعة أطفائنا التلفزيون وخفضنا إضائة المنزل حتى نجهز طفلنا نفسيا للنوم...
ثم تعشى طفلى فى هذا لاجو الرومانسى...ثم منحته حماما دافئا تبعته بمساج بزيت الأطفال الدافئ...ياريتنى كنت طفل!... ثم جلسنا لنحكى حدوتة قبل النوم على مقعدنا الوثير قرب فراشه...ثم أخيرا وضعته فى فراشه شبه نائم وتركت الغرفة...
طبعا بدأ فى البكاء!...فهو لم يعتد أن ينام فى فراشه هكذا...لكن "تعويد" الطفل على النوم فى فراشه يساعده على النوم بشكل أفضل لأن الأطفال يستيقظون كل ساعتين تقريبا...كما تعلم الكثير من الأمهات بالتجربة طبعا...فاذا نام الطفل على كتف أمه ثم استيقظ فى مكان غريب الا وهو فراشه فسيصاب بالذعروسيبكي ليعود الى الكتف الذى نام عليه كل مرةيستيقظ فيها فى الليلة... وهذا ما يحدث مع ابنى فعلا...
بدأ ابنى فى البكاء...مسلحة بما تعلمت خلال الأسبوع صممت أن أحاول...على الأقل هذه الليلة..
بقلب يعتصر الاما ذهبت الليه لكننى لم أحمله بل ربتت عليه فى مكانه وطمأنته...صرخ فى وجهى غاضبا وليس راجيا لحسن الحظ... الأم تعرف هذه الأشياء- تركته غاضبا ومشيت...
كررت ذلك كل ربع ساعة...حتى نام آخيرا على الساعة الواحدة صباحا...
محطمة نفسيا و جسمانيا من صراخ ابنى طول هذه الليلة جررت نفسى جرا الى الفراش فى بؤس وقد قررت أننى لن أعيد هذا أبدا أبدا أبدا...
استيقظت فى التاسعة صباحا!!! ... ما هذا لم يوقظنى طوال الليل؟؟؟... الشمس... النهار...يااااااه... أين الصداع و الطنين فى أذناى؟؟؟
...سعيدة حضرت لنفسى افطارا مع تأكدى أننى قد لا أتمكن من تناوله كالعادة...لكننى تناولته كاملا!!!!....
ثم جلست أتسأل كيف أتصرف الأن...هل أوقظه؟ هل هو بخير؟...طللت عليه من وراء الباب الموارب فوجدته يتنفس وهذا هو المهم... تركته نائما حتى استيقظ من نفسه قرب العاشرة...كنت جالسة أنتظر الصرخة التى اعتدت تن يستيقظ بها كل يوم لكن هذا لم يحدث!...
بل استيقظ ضاحكا يلعب بلعبه فى الفراش!!!! ماذا يضحك بدون أن يدغدغه أحد؟؟؟؟
ذهبت اليه بشوق شديد ورغبة قوية أن أحتضنه و أعتذر له على الليلة البشعة...لكنه استقبلنى بضحكة واسعة وليس ببكاء كالعادة... حاسة نفسى فى اعلان بامبرز!... 
ليس ذلك فحسب بلتلك الجيوب تحت عيونه والتى كنا نظنها وراثية اختفت!
على عكس المعتاد لم يكن طفلى سىء المزاج كثير البكاء كالعادة... بل كان نشيطا مرحا مبتسما!
و المدهش ولاغير متوقع لم يشكوا من المغص و الامساك كعادته وشهيته سئية مثل كل يوم!!!! مفاجاة لم أكن أتصور لها علاقة بالموضوع...
لست بحاجة لأخبركم أننى بالطبع استكملت التدريب...
الحمد لله لم يأخذ الموضوع 14 كما كنت أظن بل أربعة ليالى كل ليلة كان ينام أبكر...حتى أصبح موعد النوم أمرا معتادا فى بيتنا...
حياتنتا انقلبت 180 درجة...
حياتنا الجديدة أصبحت كالأتى...
أصبحنا نستيقظ فى الثامنة صباحا...وبعد الافطار واللعب قليلا ينام "أحمد" قليلا لمدة نصف ساعة...أجهز أنا شيئا فيها للغداء واتناول فطورى...بعد أن يستيقظ نخرج لنتمشى حول المنزل أو نزور الأقارب أ ونشترى أغراضا من السوق...لم يعد يصرخ عند لقاء الغرباء بل أصبح طفل اجتماعى يحب أن يلاعب من يلاعبه على عكس شخصيته السابقة تماما!
ثم ينام مرة آخرى فى الثالثة استغل هذا الوقت لانهاء التزماتى المنزلية...
و فى الثامنة ...ينام
ووقتها أحضر كوبان من الشاى الساخن واجلس فى مقعد فارغ جوار زوجى لنتحدث و نتفرج على التليفزيون...
أجلس ثم أتنهد... تنهيدة عميقة لها معانى كثيرة...جدا
                                     استمتعى بأسرتك الجميلة!



Monday, April 15, 2013

تنهيدة-1

أشرحلك الموضوع إذاى...بصي, مش حتنامي براحتك تاني أبدا!

مثل الكثير من الأمهات الجدد, كنت أفترض أن النوم و الأمومة لا يجتمعان...
من القصص التى سمعتها كثيرا من المجربين, تصورت أن الأطفال لا يتعلمون النوم مبكرا الا عندما يدخلون الحضانة!
عادى كلها كام سنة ويعدوا!
بس الحقيقة لما وصل سن ابنى حبيبى ل 8 شهور وصلت أنا للحضيض!
فإبنى منذ ولادته يتصرف  :اى خفاش يحترم نفسه, فهو يستيقظ طوال الليل و ينام وش ا لصبح, فى البداية كان ينام فى الثالثة فجرا... ثم تطور الموضوع حتى وصل الى السابعة و بعد السابعة كذلك!
بالطبع مثل أى أم لجأت للنصائح ممن حولي...لكن شيئا لم ينجح...فالأسلوب الأكثر شيوعا و هو نوم الأسرة كلها فى نفس الفراش, أو نوم الأم مع الطفل فى فراش كبير دافئ لم ينجح مع " أحمد" بالمرة أبدا فهو لا يسترخي وينعس بل على العكس يصرخ ولايهدأ حتى أغادر الفراش حاملة اياه!
أخبرنى الكثيرين الا أقلق و أن طفلي سينام فى نفس موعد الكبار منه لنفسه بعد بضع شهور....لكن ذلك لم يحدث بالمرة!
النتيجة أننى منذ ولادة إبني و أنا فى حالة وحدة وظلام دائمين, فأنا أستيقظ و أنام عكس مواعيد استيقاظ و نوم زوجي فأصبحنا لا نلتقى الا بضع دقائق فى اليوم أقضيها أنا حاملة طفلى متعكر المزاج و محاولة أن أفهم أو أقول كلمتين فوق صراخه!
ولأن العادة فى الأردن أن تكون الزيارات النسائية نهارا بينما الأزواج فى أشغالهم فحياتى الاجتماعية أصبحت معدومة لأن هذا هو الوقت الذى أكون نائمة فيه.
لكن أسواء شئ فى الموضوع هو أنني كنت بعيدة كل البعد عن صورة الأم التى تصورتها فى خيالي, فأنا لا أستمتع باللعب مع طفلي ولا بالوقت الذى نقضيه سويا على الاطلاق.
فكل ما يدور فى ذهنى طوال الليل وسط الصداع القاتل و الطنين فى أذنى هو متى ينااااااااااااااااااااااااااااام, و كيف أتحمل هذا الوضع بضع سنين آخرى حتى ينتظم فى المدرسة وأنا غير قادرة على تحمل بضع ساعات آخرى؟؟؟؟
كم إشتقت الى تناول وجبة ما بدون يديه الصغيرتين "تدبدبان" فى صحنى ويجذب الشوكة من يدي...
كم إشتقت للطبخ و التنظيف بيدين إثنين و بدون صراخ و عويل كموسيقى تصويرية!
كم أفتقد كوب الشاي الساخن الذى لا أجروء على شربه خوفا على طفلى الذى يضرب كل شىء بيديه...
كم و كم و كم...
بالتأكيد الكثير من الأمهات يفهمن كيف أشعر و الكلمة المفضلة من من يسمع بموضوعي هى..
     طب مفيش حد تسيبي الولد عنده حبة وتاخدي وقت راحة كدة"
الاجابة لا, ولأن أهل زوجى يقطنون فى مدينة آخرى فلم يكن فى امكاني الاستعانة بهم ولا ترك ابنى النكدي الغير معتاد على أى أحد معهم وحده...
وبينما أنا فى حالة الهذيان المستمر هذه, ذهبنا لزيارة أحد اقارب زوجى فى ليلة سعيدة من ليالى الخريف...
وصلنا لبيت الناس فى حوالى التاسعة مساءا...
وبعد السلامات و التحيات لاحظت غياب أم لديها طفله قريبة من عمر ابنى عن المجلس...
بالسؤال عرفت أنها فى الداخل تضع طفلتها للنوم لأن موعد نومها قد حان!
      ايه الخيال العلمى ده؟؟؟؟ طفل رضيع وموعد نوم فى نفس الجملة؟؟؟؟؟
مش مصدقة الى سمعته ده...
بعد بضع دقائق وصلت الأم المذكورة بعد أن نامت الطفلة لتنضم للمجلس...
بعد السلامات وضعت الأم جسمها على مقعد فارغ ثم تنهدت تنهيدة عميقة....
علي الأرجح لم يلحظ أحد غيرى هذه التنهيدة لكننى لاحظتها لأنها تعنى الكثير....جدا
لأنها تنهيدة يطلقها الشخص الذى يشعر انه أنهى مسؤلياته لهذا اليوم...أعرفها لأننى لم أتنهدها منذ,,,بالنسبة لى بدا كأننى لم أتنهدها منذ الاف السنين....لا أتنهدها لأنى أمارس حياتى كلها وابنى على كتفى فلا استرخاء ولا راحة بينما مسؤلية الطفل المستيقظ قائمة, وحتى عندما ينام هو واذهب أنا للنوم لا أكون مسترخية لأننى أعلم أننى سأستيقظ بعد ساعتين على صراخه من جديد! لذلك فا أنا لا تنتهى مسؤليات اليوم بالنسبة لى أبدا!
هذه الأم الرائعة التى بدت فى عينى فى هذه اللحظة كبطل خارق, ستجلس الأن مع الكبار و ستحتسي الشاي الساخن و....تسترخي.

بلهفة سألتها كيف فعلتها؟ كيف حققت هذه المعجزة؟؟؟
أجابتني بابتسامة هادئة:

"عادى أنا "معاوداها" على كدة".
هاه؟؟؟؟ ايه؟؟؟ هو فيه حاجة اسمها "نعود" الطفل على أى حاجة؟؟؟
أنا اللى أعرفه إن الطفل بياكل وينام و يشرب وقت ما هو عاوز! و"التعويد" على أى حاجة بيحصل بعد ما الطفل يوصل لمرحلة الكلام!
لم أتمكن من فهم كيف أنجزت هذه الأم هذه المعجزة, فمن الواضح أننا قادمين من عالمين مختلفين... أنا من عالم الأطفال المتمردين و هى من عالم الأطفال المتعودين...أمها دربتها و هى دربت أبنتها لأن هذا العادى والمعتاد...

أسواء ما يمكن أن يحدث لأى أم جديدة "طالعان عينيها" مع طفلها أن يشعرها أحدهم بمدى فشلها... 
الأمر الذى كثيرا للأسف ما يجعل الأم تضع الكثير من الضغط على نفسها و الأسواء على طفلها..

كل أم و كل طفل حالة خاصة متفردة من نوعها... وهذا هو الدرس الوحيد الذى يجب أن تتعلمه كل أم!

...لكن القصة لم تنتهى هنا...بل بدأت...