و هو ليس بالشىء المعتاد من الرجل الذى عهدته دائما صبور و طويل البال...
طيب ايه الى حصل؟
الى حصل إن عندهم فى الشغل نظموا مسابقة بين الموظفين فى ابتكار برنامج ما...(زوجى مهندس كمبيوتر بالمناسبة).
متحمسا إقتطع زوجى من وقته المشغول أساسا و سهر ثلاثة ليالى متواصلة فى المكتب ليجهز شيئا ما للمسابقة...
وبدوري لاعبة دور الزوجة المساندة لزوجها لم أطلب منه أى شىء أو أضغط عليه ليعود مبكرا للبيت ليركز فى عمله قدرما يشاء...
مستعيدة بذلك إحساسا ما بالحنين لأيام العمل حين كنت أتأخر أحيانا فى العمل جالسة وراء مكتبى الصغير وغارقة حتى النخاع فى برنامج فنى جديد أتعلمه أو فيلم كارتون صغير أقوم بتنفيذه....هذه الأيام التى كان الواحد بينجز فيها و بيخلص حاجات و بيجرب حلول و بتنفع! ...إحم معلش أنا نسيت نفسى و بعدت عن الموضوع الأساسى سامحوني... المهم... عمل زوجى جاهدا و أثنى عليه زملاؤه عندما شاهدوا فكرته و توقع له الكثيرين أن الفوز بالطبع حليفه....
طبعا لم يفز! لا ليس لأن هناك من قدم فكرة أفضل...بل لأن الموضوع كأكثر المواضيع تحول الى "سياية" و فاز من كان هناك مكسب سيايى من فوزه لا علاقه له بجودة العمل!
وبينما زوجى يزرع الغرفة جيئة وذهابا وهو يتحدث بعصبية عن الموضوع. سرح فكري بصفتى أم وبالطبع تطغى أمومتى على كل أفكاري شئت أم أبيت فى أولادى...وبالتحديد فى مستقبلهم...لقد ربانا أهلنا على قيمة العمل الجاد (على الأقل فى بيتنا يعنى) و أن يبذل المرء كل جهده...ولكل مجتهد نصيب و الخ الخ الخ!
وتسألت...كيف أربى أولادى؟ هل أقنعهم أن يبذولوا جهدهم ويشقون ويتعبون مع علمى أن هذا فى العادة لا يوصل الى النجاح الذى يتمنوه ويستحقوه؟ أم أربيهم على النصب و ال"بولوتيكا" واللعب بالثلاث ورقات؟؟؟؟
رأيكم إيه؟