Wednesday, April 24, 2013

واثق الخطى يمشى ملكا

أريد فى بداية حديثى اليوم أن أعترف لكم بشئ مهم...
أنا أعانى من مشاكل حقيقية فى الثقة بالنفس...
أنا من هذا النوع من الناس اللذين يخبرون أنفسهم أنهم سيفشلون فى الشئ حتى قبل أن يجربوه..و من النوع الذى يقف أمام المرأة ليقول لنفسه أشياءا قد يشقف على قولها لألد أعدائه من شدة قسوتها...
أنا من النوع الذى يكره أن يتصور لأننى دوما أكره نفسى فى الصور...دوما!...و أسواء لحظات حياتى هى عندما أضطر لشراء ملابس جديدة...وأشعر بالذنب كلما أكلت أى شئ لأن أى طعام سيجعلنى أبدن من ما أنا...
من الآخر ليس ممتعا جدا أن أكون أنا...
مشاكلى فى الثقة بالنفس لم أجد لها حلا على مدار السنين ولم أبحث كثيرا لأكون صريحة...
لكنى تناسيت الموضوع بعد أن تزوجت وأصبحت أما... الى أن أخبرنى الطبيب أن جنينى الثانى فتاة!
فى هذه اللحظة "خبطنى" مشهد تكرر كثيرا جدا أيام مراهقتى و أنا أبكى بحرقة لأمى قائلة أننى دميمة جدا ونظرتها و هى تنظر الى غير عالمة ماذا تفعل لتساعدنى...

اما و قد تخيلتونى كأخت أحدب نوتر دام التؤام!

 فلكم أن تتخيلوا قلقى أن تعانى ابنتى من نفس مشاكلي...خصوصا أنها ليست بهذه الندرة وأن تقريبا كل نساء العالم يشعرن بنفس هذا الشعور...يزيد الوضع سوءا بالطبع كل تلك الصور فى كافة وسائل الاعلام والتى تضع معيارا يستحيل الوصول اليه للجمال - حتى نجمات هوليود لايبدون فى الحقيقة مثلما يبدون فى الصور!
قد يتسأل البعض لماذا مع طفلتى شعرت بهذا و ليس مع طفلى الأول؟ مع أن الثقة بالنفس موضوع يؤثر على الجميع وليس الفتيات فقط...
حسنا صحيح أنه يؤثر على الجميع لكن الموضوع معقد اكثر مع الفتيات من وجهة نظرى...فأكثر ما يرعبنى هو أن تربط ابنتى -لا قدر الله- حياتها بشخص سئ من جميع الجهات ليس حبا فيه ولكن خوفا من أن إذا ذهب لا يأتى غيره...و غير ذلك من القرارت الغبية التى قد تؤثر على بقية حياتها بسبب قلة الثقة بالنفس...على عكس الشاب الذى لديه فرص أكبر بكثير ليقف على قدميه بعد قرار سىء فى حياته و البدء من جديد!
على كل...فاقد الشىء لا يعطيه...كيف أربى فتاة على الثقة بالنفس وأنا نفسى لدى مشكلة فى هذا الموضوع؟؟؟
حسنا! بحثت كثيرا عن إجابة...وبما أن الموضوع ليس بهذه الندرة كما قلت فقد وجدت أطنانا من النصائح حول هذا الموضوع... إخترت منها ما راق لى شخصيا و قررت أن أفعله مع أولادي...وبالطبع نفس الكلام يمكن تنفيذه مع الأولاد وليس الفتيات فقط...

1. لابد أن تمارس الطفلة الرياضة منذ سن صغيرة...فقد وجدت الدراسات أن الفتيات الواتى مارسن الرياضة يشعرن بإحساس أفضل نحو أنفسهن خصوصا عندما يرين كيف تقدر أجسادهن على القيام بأشاء قوية ورائعة مثل الجرى السريع أو المرونة العالية وغيرها من الأشياء التى تكسبها الرياضة للجسم...
2. عند توجيه عبارات التشجيع للفتاة ( هذا الكلام لولى الأمر وليس عموما ) لا نكتفى بقول أنها جميلة! بل نكن محددين أن عينيها جميلتين مثلا او تسريحة شعرها تبدو رائعة لأن تحديد مواطن الجمال خصوصا من والديها سيتحول الى ذلك الصوت الداخلى عندما تكبر...وبالطبع لايجب أن يقتصر تشجيعنا على الشكل الخارجى فقط بل نتحدث كثيرا عن مهاراتها المختلفة...كحسن إختيارها لما ترتديه اليوم مثلا أو مدى مهارتها فى الكتابة أو مدى ذكائها و ما الى ذلك فالحديث عن الأشياء التى أنجزتها عن قصد أفضل من الحديث عن المهارات التى خلقت بها و بالتالى لا يمكنها التحكم فيها مثل لون بشرتها مثلا!
3.نتحدث معها عن كيف أن هذه الصور فى المجلات معدلة و النت مليئة بصور تفضح الشكل الحقيقى للعارضات و النجمات لترى بنفسها الحقيقة و نؤكد على أن كل شخص بلا استثناء لديه مواطن جمال و مواطن قبح فالكمال لله وحده!
4.لا نسخر من أي شىء أنجزته مهما كان صغيرا ولا نجعل محور حديثنا مع كبار آخرين على مسمع منها السخرية والتهكم عليها.
(هذه النصيحة فى قمة الأهمية باللذات الأولاد).
5. لا تقارنى بينها و بين أطفال آخرين سواءا إخوتها أو أقرابئها.
وآخيرا وأهم نقطة لابد أن تكونى قدوة لابنتك...فإمتنعى عن انتقاد نفسك أمامها وخصوصا شكلك...لأنها ستقلدك و عليكة بالتركيز على تناول الأطعمة الصحية أمامها و ممارسة الرياضة بشكل دائم حتى تترسخ هذه الصفات فى حياتها و تصبح عادة طبيعية لديها.
أعرف أن العالم الخرجي يؤثر على أولادنا أكثر و أكثر منا كلما كبروا...وكثيرا ما سنواجه من يدمرون مجهودنا من من يحيطون بأولادنا... لكننى كلى ثقة أن ما نفعله فى حياة أولادنا فى السبع سنوات الأولى من أعمارهم هو مايؤثر فى باقى عمرهم مهما حدث بعد ذلك...

آخر شيء أضيفه أطلبى من زوجك أن يساعدك بأن يحرص كل يوم أن يحتضن طفلته و يخبرها كم هى رائعة! 
                                   استمتعى بأسرتك الجميلة!


No comments:

Post a Comment