Thursday, September 11, 2014

يوميات ماما- اول مرة واجب!


وها قد جاءت تلك اللحظة المرعبة التى خشيتها كثيرا...
ان افتح حقيبة ابنى المدرسية فأجد كراسته...
(موسيقى فيلم سايكو لهيتشكوك تبدو مناسبة جدا لهذه اللحظة)
تعرفون ذلك التعبير...
ان يرى شريط حياته يمر امام عينيه...
امام عينى مرّ شريط طويل من الذكريات...
بدأ من صوت الجارات يصرخن فى اطفالهن ويدعون بالويل و الثبور و عظائم اﻷمور...على روحهم و على وﻻدهم...
والذى كنت اسمعه وانا عائدة من الكلية بعد الظهر مما يعنى ان هذه اللعنات مصاحبة للواجب...
لشكوى صديقاتى من حروب الواجبات المنزلية مع اطفالهن...
ابتلعت ريقى بقلق و نظرت لطفلى الصغير المتحمس الذى يغنى بسعادة غير عالم ما ينتظره بعد قليل...
حاولت بكل قوتى ان اهدىء من قلقى...
واﻻ انقله له...
وان اتوقف عن سماع موسيقى فيلم سايكو فى رأسى...
    "هيا يا أحمودى الشطور عشان نعمل الواجب سوا"
لم يسأل ما هو الواجب...اجاب اﻻجابة المنطقية...
     " ﻻ! "
موسيقى فيلم سايكو تعلو...
 " يلا يا حبيبى" اكرر جاذبة اياه من يده ومحاولة ان اتجاهل اﻻحساس بنوبة توتر ستصيبنى...
"ﻷ...ممكن بيتزا"
اتنهد فى نفاذ صبر...فعلا كيف نسيت ﻻبد انه جائع...رغبتى فى اﻻنتهاء من هذا الهم الثقيل انسانى انه بالطبع جائع...
حضرت البيتزا و انتظرت بنفاذ صبر ان يأكلها...
اكل قليلا ثم قام ليتمدد على اﻷريكة
 " ماما....نام"
ضاغطة على اسنانى تركته ينام قليلا...
وهجمت على" ﻻبتوبى" باحثة عن نصائح للتعامل مع هذه الكارثة الجديدة التى لم استعد لها بعد...
بعد نصف ساعة ايقظته ﻷننى لم اتحمل أن أصبر أكثر من ذلك...
وجهزت مكتبه الصغير و اجلسته عليه...يا أنا يا انت انهاردة
بالطبع رفض ان يعمل الواجب...
لكننى مستعدة...
اﻻجابة بسيطة...
القاعدة الذهبية للتربية...التناحة
يجب ان يصل اليه احساس اكيد ان ماما لن تطلق سراحه حتى ينتهى من الواجب مهما طال الوقت...
انها معركة اﻻرادة يا سادة والبقاء لمن له نفس اطول...
استعديت نفسيا و جهزت نفسى للمعركة
واستبدلت موسيقى سايكو بموسيقى فيلم روكى
بعد ٤٥ دقيقة من البكاء و الرفض و طلب الماء و الطعام واﻷلعاب
فى ٣ دقائق وباحتراف انهى "أحمد" الواجب المنزلى
لم أصدق نفسى...
لقد انتهى اﻷمر بأسرع مما تصورت...
على اﻷقل هذه المرة...
وحصل أحمد على ستيكر ﻻنهائه الواجب...ورقصنا جميعا رقصة " أحمودى" الشاطور...
و فى صمت بداخلى صوت يقول
"لقد نجوت هذه المرة....لنرى ما سيحدث فى المرة القادمة" 
ضحكة شريرة
وموسيقى فيلم سايكو من جديد....


No comments:

Post a Comment