Sunday, October 19, 2014

يوميات ماما- علاج الصبر النافذ

فى كل مرة أزور موقع من المواقع التربوية العربية أجد تعليقا معينا فى كل صفحة...
لدرجة اننى عندما ﻻ أجده كأول تعليق أعرف اننى لو نزلت تحت قليلا فسأجده بالتأكيد...
و بالفعل...
دوما أجده
التعليق الذى أتحدث عنه هو
 
" والله الكلام جميل...لكن ياريت لو فيه علاج لموضوع العصبية و نفاذ الصبر ﻷنى مش بصبر على الوﻻد خالص الصراحة"
و هو الرد الثابت على كل "النصائح" التى تطلب ان تتعامل اﻷم مع اوﻻدها فى اطار مختلف عن حدفهم بالشبب و الصراخ بعلو حنجرتها معهم طوال الوقت...
وﻻبد ان أغلبكم يقراء كلامى اﻷن و يفكر فى خجل...فعلا أنا مثل هؤﻻء اﻻمهات كاتبات هذا التعليق...
وفعلا فكرة الجلوس و اللعب مع اوﻻدى تشعرنى باﻻختناق والرغبة فى الصراخ...مجرد الفكرة...
وبالطبع تتوقعن منى اﻷن تقريعا و كلام فى الجناب من نوعية " امسكى نفسك" و " مش كدة انت الكبيرة" و غيرها من التعليقات التى تسمعينها ببرود و هدوء شديد من شخص جالس ببرود يتابع التلفاز و كوب الشاى الساخن الذى صنعتيه له بجواره...
لكننى لن افعل هذا...لعدة اسباب...
١. انا ايضا ام و لست ملاكا وﻻ لدىّ قدرات خارقة لهذا اعرف تماما ما تشعرين به...
٢. ﻷنى أعرف ان قائلى هذه النصائح ﻻ يتحملون ما نتحمل وﻻ حتى ربعه فخالينا ساكتين احسن...
٣. واضح انك لست وحدك بدليل انه التعليق اﻷكثر انتشارا على المواقع التربوية لذا فهو مشكلة حقيقة تواجه اغلب ان لم يكن كل اﻷمهات
لذا فعوضا عن التبكيت والتقريع فالنبحث معا عن حلول "واقعية" بدل ما نضايق بعض على الفاضى...
واليك عزيزتى رفيقة الكفاح بعض النصائح التى أتمنى ان تساعدك قليلا...

١.مثلا عادة ما يتكرر السيناريو التالى...تنشغلين فى شىء ما و ليكن دخول المطبخ ﻷحضار شىء ما...او الصلاة...شىء يأخذ ثوانى...لتجدى " ملائكتك" الصغار انتهزوا الفرصة و احدثوا بكفاءة مثيرة للاعجاب أكبر كمية من المصائب فى هذا الوقت القصير...
النتيجة الطبيعية انك تشعرين " حرفيا" بالدم ينفجر كالبركان فى رأسك وبالبخار يتصاعد من اذنيك...والنتيجة الحتمية هى تنسيل الشبشب على أى جزء تطولين منهم مع موسيقى تصويرية من الدعاء عليهم لسابع جد و على نفسك فى ذات الوقت...
الحل:
خذى وقتك للتعامل مع الكارثة قبل التعامل مع اﻷوﻻد...بمعنى...اما ان تضعيهم فى مكان آمن...مثلا غرفتهم وتغلقى الباب عليهم ثم تأخذى انت بضع ثوانى او دقائق لنفسك للتنفيس عن هذا الغضب...اما بتنسيل الشبشب على المخدات " و اهو فرصة يتنفضوا" او بضربهم علقة محترمة " المخدات"...او يمكنك ان تتركى كل شىء و تذهبى انت الى غرفة و تغلقى على نفسك الباب لبضع ثوانى للتنفيس عن غضبك...ربما ترشين وجهك ببعض الماء البارد...ثم تنظفين او تجمعين ما خربوه...ثم تلتفتين اليهم...بهذا سيجلسون فى توتر و ترقب قاتل وكلما طال اﻷمد طال فزعهم و انهيار اعصابهم و كذلك عندما تعاقبيهم سيكون عقابا مدروسا و مخطط له بعناية بعيد عن احتياجك للتنفيس عن غضبك

٢. عادة نحن اﻷمهات ﻻ ننتبه لما نأكل او نشرب خلال اليوم...مما يترتب عليه ان نشعر باﻻرهاق و العصبية فى بعض اﻷوقات خلال اليوم اكثر من غيرها...بسبب انخفاض مستوى السكر فى الدم...او ارتفاعه بشكل عالى و سريع بسبب اننا اكلنا شيئا أدى الى ذلك...ذلك اﻻرتفاع و اﻻنخفاض العنيف فى مستوى السكر فى الدم من شأنه ان يجعلنا فى حالة ﻻ تسمح لنا بأخذ قرارات عاقلة...( وﻻحظى ان نفس السلوك من اطفالك لو حدث فى وقت تكونين فيه اريح قد ﻻ يضايقك بنفس القدر)...
الحل:
نحاول ان نحافظ على مستوى السكر فى الدم عن طريق تناول الخضروات و الفاكهة الطازجة بشكل متكرر خلال اليوم و اﻻهتمام بتناول وجبات تحتوى على البروتين و النشويات فى موعدها و نكثر من القرفة ﻷنها تساعد على تنظيم السكر فى الدم خلال اليوم

٣. الخطاء الذى نقع فيه كلنا هو نسيان شرب الماء... و عندما يشعر الجسم بالجفاف فهذا يعنى عادة اﻻرهاق الشديد والصداع و اﻻم المفاصل...وعادز تزداد هذه الشكاوى مع مرور الوقت لتتركز فى وقت ما بعد العصر...وبالتالى ينعكس على مستوى عصبيتنا مع اوﻻدنا
الحل:
نشرب الماء! ونحاول ان نركز على ذلك قدر المستطاع

٤. يساعد كثيرا على مستوى الهدوء فى البيت و مدى طاعة اوﻻدنا لنا ان نمضى وقتا ايجابيا معهم...تحدثت بهذا باستفاضة فى مقالة آخرى... لكن يساعدك على عدم اﻻحساس بالرغبة فى اﻻنتحار من شدة الملل بينما تقضين وقتا مع اوﻻدك ان تختارى نشاطا انت نفسك تحبينه وتستمتعين به...حتى الفرجة على المسلسل او برنامج الطبخ المفضل لديك يمكن ان يكون فرصة لتلعبى العابا او تتحدثى مع اوﻻدك...و يمكنك ان تجدى افكارا تساعدك أكثر فى مقاﻻت ثلاثاء بلا تليفزيون

٥. فى كثير من اﻷحيان يكون نفاذ صبرنا مع اوﻻدنا سببه احباطاتنا الشخصية فى حياتنا الخاصة...تجربة اﻷمومة و الزواج تختلف بالطبع عن احلامنا و طموحاتنا و النتيجة هى اﻻحساس الدائم باﻻحباط و اﻻكتئاب لعدم القدرة على التأقلم مع واقعنا...
الحل: 
يجب ان نجد طرقا جديدة لندخل السعادة على نفوسنا بعيدا عن الطرق التى اعتادنا عليها من قبل...مثلا تعشيم نفسك بحمام ساخن بعد ان ينام اﻷوﻻد قد يساعدك على تحملهم اطول قليلا...خذى وقتك و استعينى بالله فى ايجاد وسائل تتناسب مع حياتك الحالية لتسعدى نفسك

٦.وآخيرا اكتبى افكارك و مشاعرك على الورق...تفريغ افكارك ثم قراءتها مكتوبة يساعد كثيرا فى النظر بشكل موضوعي اكثر للمشكلات وبالتالى يساعدك على وضع اﻷمور فى نصابها الحقيقى عوضا عن تكبير ما يحتاج الى تصغير و العكس...

تأكدى حبيبتى ان المثالية ﻻ وجود لها و ان محدش معلقلك المشنقة اذا اخطأت او فلتت منك أعصابك احيانا...لكن حاولى و ﻻ تيأسى من تحسين نفسك وتكرار المحاولة بعد الفشل...
جربى ايا من هذه النصائح و اخبرينى اذا احدثت فارقا فعلا ام لا


No comments:

Post a Comment