Sunday, June 2, 2013

ثم يحدث شيئا كهذا!


أعتقد - من وجهة نظري يعنى- ان أفضل وصف للأمومة فى هذه المرحلة من حياتى - مرحلة وجود طفلين أصغر من ثلاثة سنوات فى البيت و كلاهما لا يتحدث بعد- هو شخص يحفر نفق فى الظلام الدامس!
فهو لا يرى الى اين يذهب ولا اذا كان سيرى الضوء على الجانب الآخر ولا لأ...ظلام دامس...
ففى هذه المرحلة أجد نفسى أكرر الشئ بلايين المرات بدون أى طائل! 
مثلا منذ بدء الخليقة و أنا أطلب من ابنى بمعدل كل خمس ثوانى أن يبتعد عن التليفزيون و طبعا لا فائدة! ليس لأنه لا يسمعنى...بل لأنه لا يريد أن ينفذ الأمر!
وهكذا دواليك...
لا أقول غالبا...بل دوما...أبذل مجهودا مضنيا فى شتى المجالات بدون أى نتيجة ملحوظة...
ثم يحدث شيئا كهذا...
الأسبوع الماضى, ذهبت أسرتنا الصغيرة الى أحد الحدائق العامة على سبيل الفسحة يعنى...
ووصلنا فى تمشيتنا الى منطقة ممهدة تجمع فيها عدد من الأطفال و اسرهم ليلعبوا...
بثقة أفتقر اليها تماما ذهب ابنى ذو العامين و نصف الى مجموعة من الأطفال ليلعب معهم...وقفنا أنا وزوجى نراقب ما سيحدث...وفى ذهنى ارتسمت الاف الصور بسرعة الضوء...سيضربه أحدهم...سيضرب هو أحدهم...سيبكى...سيجعل أحدهم يبكى...
بمنتهى السهولة وكأنه يعرفهم طول عمره اندمج "أحمد" مع الأطفال!...
لا لم يضرب أحد بل على العكس ربت على اكتافهم و ظهورهم كما نفعل نحن معه..ابتسم بلباقة وضحك...وعلى الرغم من أنه لا يتحدث بعد الا أنه "مشى أموره معهم" وبعد بضع دقائق اذا به أصبح قائد المجموعة بالرغم من أنه أصغرهم...وأصبح يتحرك وهم وراؤه...
ساعتها فقط عندما رأيت ثقته فى نفسه شعرت انه ربما هناك نور على الجانب الآخر...
ولهذا يا حبيباتى قررت أن أروي لكم هذه القصة على سبيل التربيت على أكتاف بعضنا البعض و تشجيع بعضنا على الاستمرار...
واذكركم و نفسى بالضوء على الجانب الآخر...
و لهذا حعطلقوا شوية كمان -معلش-  لأروى لكم قصة آخرى محببة الى قلبى كثيرا...
عندما كنت أعمل كمعلمة... نظمت و حضرت احدى حفلات ال"prom" فى مدرستنا...
فى هذه الحفلة كديدن هذا النوع من الحفلات, أعطى الطلاب ألقابا لبعض زملائهم...مثلا الأكثر ذكائا, الأكثر "شياكة" و ما الى ذلك...
ثم تم اختيار أحد الطلاب للقب الأكثر شعبية...خرج الطالب المذكور من وسط زملاؤه وصعد الى المنصة تصحبه ضوضاء التصفيق الحاد من الحضور...وتلقى وردة هى الجائزة الرمزية لحاملى الألقاب...
وهنا بدلا من الوقوف فى نفس الصف مع من سبقوه على المنصة, تناول الطالب الوردة, ثم جرى بكل قوته عبر المناضد الى جزء بعيد من القاعة حيث جلست والدته, انحنى و قبل يدها و اعطاها الوردة...ثم جرى عائدا الى المنصة...
كلما تذكرت هذه القصة دمعت عينى تأثرا تماما كما فعلت أمه وقتها طبعا...
لذا أهديها لكل أم غارقة حتى النخاع تحت أكوام من الاحباطات المتعددة والدائمة...
تذكرى الضوء...ان شاءالله...سيكون قويا
                                             استمتعى بأسرتك الجميلة!

No comments:

Post a Comment