Wednesday, March 14, 2012

يعنى إيه إمرآة ناجحة؟؟؟





السؤال ده طبعا ليه بلايين الأجابات, كل واحد و أولوياته بقة!
أنا عن نفسى,كان عندى صورة واضحة و محددة جدا للست الناجحة.

الست الناجحة هى الزوجة والأم وطبعا فى نفس ذات الوقت امرأة عاملة! ماهو تبقى ناجحة إذاى لو أم بس أو عاملة بس. لازم الإتنين! و من عندى كمان لازم تكون واخدة بالها من نفسها طبعا بعد الجواز والخلفة و بتلبس شيك, و عندها عربية صغنونة كدة عشان توصل بيها ولادها من النشاط ده للنشاط ده. ماهو طبعا ولادها لازم يكونوا مشتركين فى أنشطة كتير! أما شغلها بقة فلازم يكون شغل شيك برضه من الى فيه مكتب عليه كمبيوتر تقعد وراه و تشرب نسكافيه فى ماج! أظن مش كتير مش كدة؟
الحقيقة الصورة دى مش صورة واحدة أعرفها بعينها لكن تجميع لناس كتير أعرفهم. و هى طبعا طموحى لحياتى بعد الجواز. خصوصا لأنى كنت محققها بنسبة 50% قبل الجواز.
حياتى قبل الجواز ممكن نسميها حلم المرأة العاملة, لأنى كنت بشتغل فى وظيفة الأحلام –أحلامى أنا على الأقل- لأنى كنت بشتغل مدرسة رسم فى مدرسة "إنترناشونال" وبالتالى كنت متحررة من المنهج الحكومى العقيم, وشغلنتى خليتنى أدخل فى أكتر من مجال, تصميم الجرافيك, وتنظيم الحفلات, والترجمة الفورية وتقديم الحفلات كمان!  يعنى وظيفة استفزت كل مواهبى وإمكانتياتى ....ده غير علاقتى بالإدارة و زمايلى و الطلبة الى إعتبرونى صديقة لهم  وخرجنا سوا و أكلنا سوا و لسة بنتكلم لحد دلوقتى ( أساسا أغلب صحابى على الفايس بوك الطلبة بتوعى هى هى هى ) وبالطبع كان عندى مكتب عليه كمبيوتر و بشرب نسكافيه فى ماج! (مع إنى مش بحب النسكافيه بس لازم أشربه لزوم الصورة يعنى).
وفى وسط الحلم ده قابلت فارس أحلامى وطبعا إتجوزنا.
لأسباب ملهاش تأثير فى سياق القصة إكتشفت إنه حيكون صعب إنى أشتغل بعد الجواز. ماشى مش مشكلة أنا الى إخترت الوضع ده بعد دراسة لظروفنا ومش مشكلة اأجل طموحاتى العملية لبعدين أنا ست واقعية و مرنة معنديش أزمة فى التعود على أى وضع, وبعدين أهى فرصة الواحد حيبقى فاضى برضه ويقدر يتفرغ للفن الحر و بالمرة أتعلم كام برنامج كدة كان نفسى أفضى أتعلمهم من زمان و كدة.....صح؟؟؟
الحقيقة و أنا بقول الكلام ده كان مفروض تتحط صورتى فى القاموس تحت تعريف السذاجة! لأنى إكتشفت إن حياة ست البيت الى كنت متصورة طبعا إنها أسهل و أبسط حياة فى الدنيا فاجأتنى بإنها حياة مليانة بتحديات أصعب بكتير من حياة الشغل!
أقل مثال إنه الشغل له راس و رجلين, فيه أيام بنتطحن فيها و بيطلع عينا صحيح لكن فى الأخر بنحس إننا تعبنلنا كام يوم بس شوفنا ثمرة أعمالنا قدامنا و الإحساس بالإنجاز و الخلاص بينسى الواحد التعب.
لكن شغل البيت بقة...هى هى هى ( متأكدة إن كل ست بيت بتقرا الكلام ده أتنهدت دلوقتى) فأفضل وصف له "أسطورة سزيف" مين الأخ سيزيف ده؟ سيزيف ده واحد زعل آلهة الإغريق منه (إكمنه مابيسمعش الكلام كرررر) فحكموا عليه إنه يزق حجر ويطلعه فوق الجبل يطلع النهار يلاقى الحجر إتدحرج تحت الجبل تانى وطبعا يعيد الكره تانى يوم!  فعلا هو ده شغل البيت, مفيش الإحساس بالإنجاز و لا إنه بيخلص, كل ما نعمله نعيده تانى. وكأن هذا ليس كافيا فوجود المرأة الأخرى فى حياة الزوج بيصعب الأمور أكيد...ميين المرأة الأخرى دى؟؟؟ أمه طبعا!... فسواءا كان جوزك طيب و بيحافظ على مشاعرك أو لأ, وسواءا كانت حماتك مارثا ستيوارت نفسها أو لأ فتبقى حقيقة واحدة, إنه طبيخ حماتك و غسيلها ورعايتها لبيتها هو الأسلوب الى جوزك إتعود عليه و بيرتاح فيه بقاله أكثر من 20 سنة و طبعا متوقع منك إنك توصلى للمستوى ده من أول يوم جواز! لتجدى نفسك فجأة فى منافسة غير شريفة مع ست محترفة بتعمل كل حاجة أحسن منك من وجهة نظر الجمهور...
 يعنى لو كنت ذى حالاتى متعودة على الإحساس بالتفوق و التميز, وكل يوم تقريبا بتسمعى تعليقات منبهرة عن تميز شغلك فأكيد حتحسى بصعوبة لتقبل واقع جديد من حياة الا تميزفيها بالمرة...
وفجأة كدة فى مرحلة معينة من حياتى- ما بين دعك الحلل و نقع الغسيل- تبدلت صورة المرأة الناجحة قدام عينى من الصورة السابقة لصورة معاكسة تماما! صورة جداتنا الى يشوفناهم يا مشوفناهمش بس سمعنا عنهم, الى كانت الواحدة منهن تبقى بنت بضفاير بتلعب مع العيال فى الشارع يندهوها و يقولولها روحى مع عمو ده, ده يبقى جوزك! و فى زمان ما قبل التلاجة والبوتاجاز والمايكرويف, كانت الطفلة دى بتصحى من النجمة تخبز و تدبح  وتأكل جيش, ده طبعا بينما هى حامل طول ما فيها نفس وبالتالى بتربى بتاع حسبة 5 ل 15 عيل كدة!
واكتشفت إن العيّلة دى و الى بالطبع تعليمها شبه منعدم أحسن منى تلاتة مليون مرة فى وظيفة ست البيت دى!!!!
لأ مينفعش أسكت على نفسى كدة مش كويس على عقلى الباطن, وهكذا قررت إنى الاقى حل, سيبت الحلة و عملت لنفسى ماج....لأ شاى مش نسكافيه! وقعدت أفكر فى الوضع ده... وكان الى وصلتله التالى...
أكيد الشغل له مميزات, والإحساس بالتفوق والتقدم إحساس جميل جدا, وخصوصا لما الواحد يحس إنه أحسن من ستات تانية و غاظهم و بتاع, لكن فى الوقت نفسه فى عز ما أنا ناجحة و متفوقة كنت حاسة إن حياتى فاضية لأنها مفيهاش جوزى وشريك حياتى و إبنى الى ملا عليا الدنيا كلها.
و الواقع إن الإنسان مش بياخد كل حاجة فى الدنيا لازم كل شىء وله تمن, وبالتالى, فالست الناجحة مش المرأة العاملة ولا ست البيت الأستاذة بشهادة الكل, الست الناجحة ( وعلى فكرة ده أصعب!) هى السعيدة و مقتنعة بحياتها , و عندها القدرة إنها تضحك و تتبسط سواءا كانت بتشتغل أو لأ, واخدة بالها من نفسها ولا لأ...تخينة, رفيعة, بيضا سمرا.....
المهم تضحك و تتبسط وتستمتع بالحياة ذى ما هى بدل ما تقضيها تفكير فى مدى السعادة الى حتكون فيها لو كانت حياتها عكس ما هى عليه...
كفاية كدة وخلصت كباية الشاى, أقوم أكمل دعك بقة!

3 comments:

  1. معاكي بكل كلمة قلتيها
    فعلا قبل الزواج البنت تحط لها صورة معينة عن حياتها في المستقبل وانها راح تشتغل وراح تكمل دراستها وراح تشتري وراح تلبس
    ولكن بعد الزواج كله بيتغير
    وفعلا المرأة الناجحة او الزوجة الناجحة هي اللي تعرف كيف تتكيف مع الوضع اللي هيا فيه وتتأقلم عليه وتحول اللحظات التعيسة في حياتها للحظات كلها فرح وسرور

    ReplyDelete
  2. تماسكن يا زوجات و يا أمهات فى كل مكان ... هى هى هى هى

    ReplyDelete