Wednesday, November 6, 2013

يوميات ماما- التمرين


الساعة الحادية عشر صباحا...
حسنا! ها قد فطّّّّّرتّ اﻻوﻻد و جهزت الغداء وهاهما يلعبان امام قناتهما المفضلة...
وقت التمرين...على ما الغسالة تخلص...
قفزت برشاقة على قد ما قدرت الى غرفتى و بدلت ثيابى الى طقم التمرين و عدت بحماس الى غرفة المعيشة لأتمرن...
وقفت بصبر نافذ انتظر أن يبدأ الفيديو فى العمل...
أخيرا بدأ...
حسنا...التسخين...هوب هوب و...

جأت أندى بحماس والصقت نفسها بى ناظرة الىّ برجاء وهى "تزن" بصوت منخفض لكن مستفز طالبة منى أن أحملها...
" معلش يا ماما مش دلوقتى"...هوب هوب هوب
الرجاء المهذب تحول الى صراخ نافذ الصبر...
ذفرت فى غيظ و انحنيت التقتها...ربما ستمل بعد ثوانى و " تحل" عنى...
طبعا أخذت تضحك بسعادة مستمتعة بالتنطيط على دراع ماما...
"ياﻻ يا حبيبتى انزلى كفاية كدة"...هوب هوب هوب
تنزل ممتعضة و تبكى قليلا ثم تلتهى فى الكارتون و تذهب بحماس الى التلفاز...
جمييييل...هوب هوب هوب...
جاء أحمد بحماس و قفز على ظهرى بينما أمارس تمارين الضغط ضاحكا بسعادة كبيرة!
"انزل يا بابا..." اقولها من بين اسنانى محاولة أن أتمالك أعصابى و اتجاهل اﻵلم الذى أشعر به فى ذراعى بسبب الوزن الزائد...
طبعا يتجاهلنى أحمد ويغير من وضعه حتى يجلس براحة أكثر على ظهرى...
اوقف التمرين و انزله من على ظهرى و أعطيه موبايلى ليلعب به و أعود للتمرين...
هوب هوب هوب 
تعود أندى حاملة "الببرونة" رافعة اياها امام وجهى وهى اﻻشارة المتفق عليها بيننا على أنها تريد أن تشرب...
ضغط زر اﻻيقاف على الكمبيوتر و ذهبت ﻷحضر لها الماء...
حسنا ها هى عادت الى لعبها...
اعود أنا الى التمرين...
هوب هوب هوب
جاء أحمد ضاحكا و القى بنفسه بحماس على معدتى وانا امارس تمارين البطن...
صرخت فى ألم و طلبت منه بنفاذ صبر هذه المرة أن يذهب بعيدا...
طبعا تجاهلنى تماما وجلس ضاحكا يصفق فى مكانه!
انزلته ليجلس على اﻷرض ملاصقا لى...
جاءت أندى لتجلس الى جواره....على وجهى!
حسنا!...
سأكمل التمرين يعنى سأكمل التمرين!
هوب هوب هوب
ينهض اﻻثنان - احمدك يارب- و يذهبان ليلعبا فى غرفتهما...
رائع!
ثوانى و اسمع صوت شىء ثقيل يسقط على اﻷرض...
يتبعه صرخ متألم عالى جدا من أندي!
أترك التمرين و أهرع مفزوعة ﻷرى ما هنالك...
امام الخزانة " الدوﻻب" وقف أحمد يتأمل سعيدا أخته الواقعة على ظهرها باكية بينما على اﻷرض كومة هى كل ثيابهما وقد أصبحت على اﻷرض!
أشعر بالدماء تصعد الى رأسى..أحاول أن اضبط نفسى وأقرر أﻻ أتعامل مع هذه الكارثة اﻷن...بعد التمرين...
أتركهما بعد أن أهدىء من أندى... و أعود الى التمرين...
هوب هوب هوب
يأتى أحمد بعد دقائق و يتخطانى بحماس ذاهبا الى المطبخ...
وامام عيناى يفتح الثلاجة و يقف يتأمل محتوايتها!
"أغلق الباب يا أحمد"
ﻻ يرد علىّ طبعا...
اوقف التمرين واذهب اليه اخبره بحزم اﻻ يفعل ذلك...
اعود الى التمرين...
هوب هوب هوب...
"ماما...أم أم"
يقولها احمد...يريد أن يأكل..
اوقف التمرين....
وتستمر الحكاية على هذا المنوال...
تمرين يأخذ بالضبط ٢٠ دقيقة امارسه أنا فى ٤٠...
لكن العبرة من القصة هى أن حياة اﻷم مليئة بالمبررات الوجيهة لكى ﻻ تتمرن...
لكنى أعرف أهمية التمرين و لهذا يجب أن أمارسه...
قد ينصحنى أحد ما أن أتمرن بعد أن ينام اﻷوﻻد و اريح راسى...
لكن ﻷن اﻷمومة تطغى على كل شىء...فمن الطبيعى أن أفكر حتى فى التمرين كأم...
بتمرينى أمام أوﻻدى أعطيهم مثاﻻ أتمنى أن يتبعوه فى مستقبلهم...
أن التمرين شىء ضرورى مهما كانت الظروف...
وهذا شىء ﻻيمكننى أن أعلمهم اياه بالمحاضرات...بل بأن يشاهدوه عمليا...
لذا...
هوب هوب هوب

مقاﻻت ذات صلة:

No comments:

Post a Comment