Thursday, August 28, 2014

يوميات ماما- بدل الضرب نعمل ايه

 



مقالة اليوم تم نشرها من قبل فى موقعى الأصلى الذى بدأت فيه رحلتى كبلوجر...
فكرت فى اعادة نشرها اليوم لتصل لجمهورى هنا كما وصلت لجمهور هناك...



ها هى الأم المسكينة المطحونة تدخل على الانترنت بهدف الاسترخاء قليلا قبل العودة الى المطحنة المسماه حياتها, و بينما الأطفال يقفزون حولها صارخين وهى على وشك الانفجار تتعثر فى مقالتى السابقة عن مساوئ الضرب...
لابد أنها تكرهنى الأن, لابد انها تنهدت فى ملل وقررت وضع مقالاتى فى نفس السلة مع مقالات السادة الخبراء القادمين من كوكب آخر غير الذى تعيش فيه هذه الأم المطحونة.
كوكب "العالم الغربى" حيث الأم تستطيع أن تتصل بابنة الجيران المراهقة لتعتنى بالأطفال بينما تخرج الأم لترفه عن نفسها قليلا, وحيث الأب يساعد فى رعاية الأولاد باعتبار أن هذا واجبه الطبيعى, واخيرا حيث يكفى ان تطبخ الأم مكرونة بصلصة من البرطمان ليعد ذلك "طبيخا" تشكر و تحمد عليه...
نعم هناك يمكن للسادة الخبراء و السيدات الرايقات من امثالى ان يحاسبوا الأم على الضرب من عدمه, لكن فى كوكب "العالم العربى" حيث الأم بطولها تربى الأولاد بينما الأب يلعب دور اسوأ من دور الأولاد نفسهم! فهو يا اما ملك يترفع عن أى مساعدة فى البيت أو مع الأولاد, أو هو يدمر كل ما تحاول الأم زراعته... ناهيك طبعا عن الطلبات التى لا تنتهى و كذلك المستوى الخمس نجوم المطلوب منها على مستوى الطبخ و التنظيف!!! ثم بعد هذا كله نقول لا للضرب؟ الرحمة حلوة برضه...
ولعزيزتى الأم العربية المطحونة أقول... عزيزتى أقدر تماما ما تمرين به فكلنا فى الهوا سوا ولكن فى الواقع هناك أسئلة مهمة قد ترى من خلالها أهمية هذه المقالات لك أنت بالذات:
  • حين تضربين طفلك,هل تفعلين ذلك و انت هادئة ومتحكمة فى الموقف أم يكون ضربك له فى العادة بسبب فقدك لأعصابك؟
  • هل تجدين الضرب هو اللغة الوحيدة للتعامل مع طفلك عندما يخطئ؟
  • كيف هو طفلك عموما؟ هل هو هادئ مسالم أم عنيف وعنيد؟
  • كلما كبر طفلك هل قل استخدامك للضرب معه زاد؟
  • اذا كان طفلك فى المدرسة فكيف هو هناك؟ هل يشكو منه مدرسيه أم يمدحوه؟
لست بحاجة أن تخبرينى باجابات هذه الأسئلة فهى لنفسك فى الأساس, لكن ما يهمنى هو ان نتفق انه لا وجود للأم المثالية (لهذا فجروبنا اسمه الأم الذكية وليس المثالية) فلا أحد يقصد اشعارك انك أم فاشلة ولكن هذا لا يعنى ان لا نسعى لتحسين أداؤنا ففى النهاية المستفيد هم أغلى من فى حياتنا.
بعد كل هذا الكلام الكتير نأتى للمهم وهو مجموعة من النصائح العملية بديلا عن الضرب جمعتها لكم من هنا و هناك:

1.    للأطفال دون سن المدرسة :


صحيح أن طفلك تعلم الكلام ولكن هذا لا يعنى أنه قادر على التعبير عن

نفسه بشكل سليم (حتى الأطفال فى سن السابعة لايستطيعون التعبير بشكل
جيد عن مشاعرهم) لهذا فما قد يبدو أنه عند و "شقاوة" قد يكون فى
الواقع هو عرض لمشكلة ما. لذا راقبى طفلك و لاحظى متى يكون سلوكه
فى أسواء حالاته, هل مثلا قرب موعد الطعام؟ أو فى المساء؟  وبالتالى
هل هو جائع؟ أم هو بحاجة الى النوم؟  يساعدك كثيرا أن يكون لطفلك مواعيد نوم وطعام ثابتة قدر المستطاع فهذا سيفيد كثيرا فى هدوئه وسلوكه عموما ووجود روتين متكرر فى حياته يساعده على استقراره النفسى كذلك.
 

 

 

2.أعط الطفل بعض الخيارات المحدودة:

هذه الطريقة مناسبة للأطفال من دون سن المدرسة و للأكبر. ويقصد بذلك أن تعرضى على الطفل خيارين اثنين لا أكثر مثلا:
هل تحب أن ترتدى القميص الأزرق أم الأبيض؟. هل تريد أن تأكل سندويتش جبنة أم تفضل موزة؟
اعطاء الطفل اختيارات يعطيه احساس أنه متحكم فى الموقف و من ثم يدفعه ذلك للتعاون أكثر من أن يشعر انه مجبر طيلة الوقت.
ملاحظة: اعطائه خيارات متعددة يصيبه بالحيرة لذا خيارين فقط تسمح له بالاحساس بالتحكم بينما تكونين انت فى الواقع سيدة الموقف.

 

 

 

3.ماذا يحدث خارج أوقات العقاب؟

ما يحدث خارج اوقات العقاب أى طوال اليوم مؤثر فى سلوك الطفل ربما أكثر من العقاب نفسه. لذا فاسألى نفسك ياعزيزتى الأم الذكية , ماذا تفعلين مع طفلك خلال اليوم؟ هل تتركيه يلعب وحده بينما تنشغلين انت فى عالمك الخاص؟ أم أنك تجلسين اليوم كله على الأرض الى جواره و تشاركيه فى أنشطته؟
يسئ الأطفال التصرف للأسباب كثيرة أهمها الرغبة فى الحصول على اهتمام و تركيز والديه.و اى اهتمام حتى لو سلبى مرحب به فهو يكره أن يتم تجاهله. لهذا فالأطفال الذين ما أن يصمتوا و يلعبوا بهدوء حتى تتركهم أمهم لتنشغل بعيدا بشئ ما سواءا كان المطبخ أو مكالمة أو أى شئ أخر يتعلمون أن الصمت و اللعب بهدوء معناه التجاهل لذا فبالطبع لن يمنح والدته لحظة هدوء...
الحل: يحتاج الطفل حسب الخبراء الى ساعة من الاهتمام المركز الايجابى فى اليوم من والديه. هذه الساعة ليس بالضرورة أن تكون على بعضها يمكن تقسيمها على نصفى ساعة أو أربع أرباع  أو أى شكل المهم أن يحصل عليها, و اذا كنت تسألين, ماذا أفعل فى هذا الوقت مع الطفل بدون أن أموت من الملل, اليك بعض الأفكار:
  • يمكنك التحدث الى الطفل واقصد بهذا ان تتركيه يتحدث و تنصتى اليه و تجيبى على اسئلته وهذا النشاط ملائم جدا اذا كان يلعب بجوارك بينما انت فى المطبخ مثلا حتى لايشعر انك مشغولة عنه, أو على مائدة الطعام وخصوصا فى الخارج حتى تحتفظى باهتمامه  ليظل هادئا ولايغادر المنضدة مبكرا.
  • يمكنككما أن تقرآ سويا. وليس عند النوم فقط خصوصا اذا كان طفلك مثل ابنى الكتب تجذب اهتمامه ولا تساعده على الاحساس بالنعاس, يمكنكم فعل هذا بعد الظهر خصوصا اذا كنت بحاجة للاسترخاء انت شخصيا فهى فرصة ممتازة لتتمددى و طفلك بين ذراعيك فى هدوء.
  • ملاحظة ممكن ان تقرآ سويا مجلة محببة لك وتتحدثا عن ما فىالصور.
  • يمكنكما أن تلعبا سويا بألعابه وتتركيه هو يقود القصة سواءا كنتما تلعبا بالعرائس أو المكعبات.
  • يمكنكما أن تلبسا ثيابا تنكرية( من الملابس الوجودة فى البيت) .
  • يمكنكما أن تمارسا الرياضة سويا سواءا عن طريق تقليد فيديو أو بتشغيل موسيقى راقصة و القفز بعفوية مع الموسيقى و هى طريقة ممتازة لتتخلصى من التوتر والعصبية (وتخسى بالمرة) ويتخلص طفلك من بعض الطاقة الزائدة وينام بسهولة أكبر.

 4.    الوقت الحر:

من أكثر الأشياء التى تساعد طفلك على الهدوء أن يحصل قدر المستطاع على وقت حر يقفذ فيه ويلعب فى مساحة أمنه واسعة و يفضل أن تكون فى الهواء الطلق. بالطبع لا يستطيع أحد ان يمنح أطفاله هذه الحرية يوميا لكن لو مرة فى الأسبوع على الأقل يكون جيد جدا.

5.    يوم العائلة:

بالطبع أنت مشغولة سواءا كنت تعملين أو لا وكذلك زوجك ولكن تحديد يوم للعائلة ولو مرة فى الشهر( بدون تليفزيون أو هواتف يكون أفضل) سيفيد كثيرا يمكنكم أن تختاروا بالدور أو بالقرعة واحد من أفراد الأسرة ليختار المكان والنشاط الذى ستفعلوه فى هذا اليوم. من الضرورى ألا تكون علاقتكما أنت و زوجك بالأطفال العقاب فقط لاغير فكلما توفر لكما الفرصة لتقضيا الوقت معهم فى نشاط ايجابى كلما قوى هذا دعائم علاقتكم بهم واعطاهم حافزا لمحاولة اسعادكم بدلا من اعطائهم اسبابا لاحساس بالغيظ و الغضب منكما مما يدفعهم للتمرد عليكما ومقاومتكما فى كل فرصة ممكنة.

 

 

6.كونى محددة:

اعطاء الطفل مدح عام مثل: شاطر! لا يفيد تماما مثل عقابه بقول" أنت سئ"!

 فكلهما لايفيد الطفل فى فهم ما الذى احسن فعله ليعيده و ما الذى اساء فعله ليتوقف عنه! لذا لتحصلى على نتائج ايجابية

حين يفعل طفلك شيئا يرضيكى كونى محددة: أنت شاطر لأنك تتحدث بدون صراخ.
و عند العقاب : لا تصرخ بصوت عالى وتحدث بصوت منخفض. ولا داعى ولا فائدة من استخدام عبارات مثل انت سئ لأنها تؤذى نفسية الطفل ولا تعلمه أى شئ.

 

 

 

7.تأكدى من وصول الرسالة الى طفلك:

 

الصراخ عبر الغرفة  عادة لا يجعل الطفل يسمع الكلام, وكل أم تعرف هذا! و الضرب بلاش منه, اذا ما الحل فى حالة العقاب؟
أولا لنسأل أنفسنا ما الذى نريد تحقيقه فى هذه الحالة؟ أن ننفس عن غضبنا فقط؟ أم نتأكد أنه فهم خطاؤه لكى لا يكرره؟
أذا كان اختياركم هو الثانى ( على الأرجح) فاليك هذا الأسلوب:
  • انزلى على ركبتيك ليكون مستوى وجهك فى مستوى الطفل و امسكيه من ذراعه مسكة لا يقصد بها اليمه ولكن لتتأكدى أنه ينظر اليك.
  • ـتاكدى أن طفلك ينظر فى عينيك و انت تتحدثين اليه.
  •  تحدثى بصوت منخفض (يجبره هذا أكثر على الانصات أكثر من الصراخ) وبلهجة حازمة.
  • استخدمى عبارات قصيرة جدا و محددة بدون دباجة. مثلا: لا تضرب, الضرب مؤلم. بدلا من حديث طويل عن مشاعر الألم و كيف أننا تحدثنا عن هذا مئة مرة الخ.
لاحظى أن الأطفال أقل من خمس سنوات لا يفهمون مشاعر العطف فلا يمكن أن يفهموا أن الأخرين يتألمون, كذلك لاحظى أن ذاكرة الأطفال لاتساعدهم على تذكر الكثير من الأمور لذا ضعى فى حسابك أنه من الممكن أن يكون نسى أنكم تحدثتوا فى نفس هذه المشكلة كثيرا من قبل.
  • اسوأعقاب بالنسبة للأطفال الصغار (بفرض الالتزام بكل ما سبق) هو الحرمان من اهتمام ولى أمرهم لذا ففكرة تجاهل طفلك وعدم تحدثك معه لفترة من الوقت قد تكون اسوأ بالنسبة له و أكثر تأثيرا من اعطائه علقة ساخنة.

8.تحدثى الى زوجك:

بفرض أن علاقتك بزوجك طبيعية الى حد كبير, أى أنكما لستما فى طريقكما الى الطلاق مثلا! فبالرغم من الخلافات التى من الممكن أن تكون موجودة ( أو حتى غالبة) بينكما فتبقى حقيقة أن زوجك هو شريكك فى حياة هؤلاء الأولاد وعليك (معلش انت الكبيرة العاقلة برضه) أن تجدى صيغة للتفاهم معه وجعله عضو فعال فى الفريق بدلا من أن يكون عقبة فى طريقك و اليك هذه النصيحة لكيفية فعل ذلك:
  • اعط زوجك فكرة مسبقة أنك تريدين الجلوس معه للتحدث بخصوص الأطفال و طمئنيه أنك ليست لديك النية للشجار, بهذا تعطيه الفرصة ليختار الوقت المناسب لكى يكون متفرغا و مركزا معك بدلا من أن تختارى وقتا لا يكون فيه مستعدا للحديث, فى الوقت نفسه تمنحى نفسك بعض الوقت لترتبى افكارك.
  • كونى محددة . نحن النساء نتحدث لنرتب افكارنا و نحتاج لنتحدث كثيرا, اما الرجال فهم حين نتحدث اليهم يفترضون اننا واقعات فى مشكلة نطرحها عليهم ليحلوها لنا. لذا افصلى بين رغبتك فى الفضفضة و الشكوى و بين الهدف الذى جلستما تتحدثا فيه( لذا شكوتك من تصرفاته و عمايل أهله تؤجل للأن)
  • رتبى افكارك بل و اكتبيها فى ورقة على شكل نقط,كلما كنت قليلة الكلمات للوصول للهدف كلما كان أسهل عليه فهمك و التعاون معك. تعاملى مع الموضوع :انك تتطرحى عليه مسألة حساب كلامية. اعطيه معطيات محددة ولها علاقة بالموضوع حتى يفهمك.
  • حاولى قدر المستطاع أن تبعدى اللوم و السخرية من حديثك معه واعطيه الانطباع أن رأيه مهم.
  • اقترحى عليه أن يختار بنفسه مايريد أن يساعدك بخصوصه, مثلا: ما رأيك انسب اسلوب للعقاب بحيث نطبقه سويا؟ ( عوضا عن أن يكون لكل منكم اسلوب خاص).
  • اتفقا سويا على قواعد للمنزل ما المسموح به و ما المرفوض مثلا: الضرب, الصراخ, السباب. ما لا تتفقا عليه سيكون اقل.المهم النقاط الهامة حتى لا يفعل هو ما تطلبين من أطفالك أن يمتنعوا عنه (مثل السباب مثلا).
  • شجعى زوجك على امضاء بعض الوقت مع اطفالكم ولو لبضع دقائق بينما تستحمين مثلا وحتى لو عدتى ووجدتى حال الغرفة مأساه أو طفلك مغطى بالكامل بالشيكولاتة مثلا اشكرى زوجك واشعريه أنه بطل مغوار لأنه تحمل البقاء مع الأطفال طيلة هذه المدة (كلما شعر بأنه بطل أكثر كلما سعى بحماس للمساعدة أكثر) المهم أن الأطفال بقيد الحياة والمنزل لم يحترق وليس المهم أن يتعامل مع الأطفال بنفس اسلوبك أنت.
ملاحظة يمتنع الكثير من الرجال عن التعامل مع الأطفال خوفا منهم من تحطيم ذلك الكائن الهش الصغير أو من الفشل تماما فيظهرون بمظهر الفاشل أمام زوجته و أولاده وليس لأنهم قساة و أقوياء كما يحاولون أن يظهروا ,
ملاحظة أخرى ضعى فى حسابك حالة زوجك بعد يوم عمل طويل فبعضهم لا يريد أن يقضى ذلك الوقت البسيط مع أطفالهم فى عقاب ويفضل أن يلعب معهم بينما يكون البعض الأخر مرهق للغاية فيميل للعنف و العقاب ليتخلص من هذا الأمر بسرعة ليرتاح.
فى النهاية أتمنى أن تجربوا هذه النصائح وتخبرونى اذا ساعدت فى تغيير حياتكم الى الأفضل بشكل أو بآخر و ماهى المعوقات التى من الممكن أن تمنعكم من تنفيذها لو وجدت .


تم نشره فى موقع smartmommys.wordpress.com

2 comments:

  1. مقال جميل فعلا....بس عايزة طرق عقاب للسن الاكبر...فعلا الطرق دى بتبقى نافعة لسن ما قبل المدرسة لكن فى الاكبر حيث العند و الاستقلالية اكبر قد لا تجدى نفعا

    ReplyDelete
    Replies
    1. فعلا الاساليب دي لعمر ماقبل المدرسة فقط وحااااااضر من عنايا المقالة القادمة ان شاءالله. عن الاعمار الاكبر 😊

      Delete