لما أختى ولدت بالسلامة (قبل ما انا أتجوز
بمدة) وجات البيت مع بنوتتها الجميلة, حسيت على طول بمشاعر أمومة قوية ناحية الكائن
الصغير الجميل ده, مبدئيا حسيت إنها أجمل طفلة فى العالم, و إنها لحمى ودمى و إنى
عاوزة أكسر الدنيا بس هى ما تتجرحش لحظة...ولقيت نفسى بتخيل اللحظة دى فى المستقبل
حيث إحنا قاعدين فى الصالون و فيه شاب مأسوف على أمره سولت له نفسه إنه يجرؤ يطلب
إيدها, و إحنا قاعدين "نزغرله" كلنا بمنتهى الكراهية وكلى قناعة إنه وغد
يستحق الرجم لأنه طبعا مش حايعرف يقدر النعمة الى هو فيها!
عشان كدة...توقعت بشكل أتوماتيكى إن إذا كانت
مشاعرى كدة لبنت أختى أمال ححس بإيه ناحية إبنى لما أشوفه بقة!!!
ولا حاجة!
لما جابهولوى فى المستشفى ومحستش بحاجة
ساعتها قلت عشان المخدر والتعب والذى منه...بس بعد ما رجعنا البيت...متغيرش أى شىء!
فضلت أبص على الكائن الصغير العجيب ده بدهشة وفكرة واحدة فى راسى...مين ده و أهله
سابوه عندنا ليه؟؟؟
وأصابنى الذهول لما لاقيت جوزى فرحان بيه و
ماما بتقول إنه حلو و كلهم فرحانين بيه ونفسهم يشيلوه!!!!! واضح إن أنا مش طبيعية
و الأرجح إنى مصابة بمرض نفسى عنيف, فى واحدة فى الدنيا ماتحسش بالحب الجارف ناحية
طفلها لما تشوفه؟؟؟؟ طب ده أنا كنت صاحية لما خرجوه منى, وقربوه من وشى أول ما
إتولد عشان يكون أول وش يشوفه هو وشى أنا...دى لحظة سحرية تستحق إنى أحس بترابط
عنيف مع إبنى؟؟؟؟ طب أنا محتاجة أدخل مصحة طيب؟ حعيش على أدوية مثلا ولا حالتى
ميؤس منها؟؟؟ الحقيقة الإحساس ده زاد مع مرور الأيام (إحساسى إنى فيا حاجة غلط مش
إحساسى بإبنى!) ولذهولى الشديد إنه مع مرور الأيام مبدأتش أحس بالحب ناحيته
خالص!!!!!
فيما بعد عرفت معلومات مهمة جدا ياريتنى
عرفتها قبل كدة, طلع إنه كتير جدا من الأمهات مش بتحس بأى حاجة ناحية الطفل (خصوصا
الأول) وبالذات لو كانت تجربة الولادة صعبة و صادمة على الأم!
وده شىء طبيعى ومش مرض نفسى ولا حاجة وبيلعب
فيه الهرمونات دور اساسى و كبير بالطبع, و إنه مع الصبر و مرور بعض الوقت بيتحسن
الوضع شوية شوية لحد ما تيجى اللحظة الى تحس فيها لأم بالمشاعر الطبيعية ناحية
طفلها.
اللحظة دى فى حالتى أنا كانت تقريبا مع وصول
إبنى لعمر أربع شهور تقريبا... وساعتها حسيت إنه أجمل طفل فى الدنيا و أنه لحمى ودمى ...الخ الخ الخ