Sunday, September 8, 2013

معضلة!

فى التاسع عشر من رمضان...يحل ذكرى يوم ارتديت الحجاب...
كان عمري انا ذاك 12 عاما...ولا...لم يكن قرارى الخاص!
فى ذلك الوقت من الزمن لم يكن عمرو خالد قد ظهر بعد و موضة  حجاب الشابات الصغيرات فى السن قد ظهرت بعد...
فى ذلك العهد البعيد " اوائل التسيعنات" كانت فكرة الحجاب أنه ذلك الشىء اللذى يرتديه السيدات بعد الزواج حين يكبرن ويفقدن الرغبة فى أن يظهرن بشكل جذاب!...
لم يكن تفكيرى أنا شخصييا مختلفا عى تفكير عامة الشعب و لم تكن نشأتى متدينة بشكل محدد...نعم بالطبع أخبرنى والدى أن هناك صلاة و صوما و حاولا التأكد أننى و اخوتى نصلى...لا شىء مختلف عن أغلب البيوت فى ذلك الوقت...
لكن فجأة...فى وقت قريب من توقيت ارتدائى للحجاب...بدأ والدى يتدين...فتحولت الأمور فى بيتنا بشكل تدريجى...مثلا...لم يعد والدى يستمع الى اذاعة لندن بينما هو مشغول بشئ ما فى البيت و استبدل ذلك بالاستماع للدروس الدينية...
بعد وقت قليل التحى...
من وجهة نظرى كطفلة فى الثانية عشر لا ادرى بالظبط كم المدة الزمنية التى حدث فيها هذا التحول ولكنها بدت لى سريعة و مفاجئة...لم اعر الأمر اهتماما ولم أحاول أن أتعرف على اهتمامات والدى الجديدة لأنى فى الثانية عشر! كل اهتمامتى تنحصر فى اللعب و مجاراة أقرانى و عالم المراهقة الذى يتمحور حول نفسى فقط لا غير!
حتى فوجئت بوالدى يطلب منى أن أرتدى الحجاب!
صراحة لم أرد ذلك بالمرة...للكثير من الأسباب أهمها أنه لم يكن أحدا ما يرتديه فى المدرسة سواى! و كأى مراهقة فى هذا السن ما أريده أن هو أن أشبه أقرانى لا أن أتميز عنهم!
والسبب الثانى أننى كنت قد بدأت لتوى أستوعب أننى فتاة و أريد أن أتابع الموضة والحجاب سيمنع ذلك كله لأنه لم يكن هناك موضة للمحجبات الصغيرات بالمرة "ولم يكن الاختراع الأكثر انتشارا البدى الكارينا قد اخترع بعد" 
لكن والدى المتدين الجديد الممتلئ بالحماس لارضاء الله سبحانه و تعالى فوق أى اعتبار لم يعباء بأى من أسبابى الوجيه للغاية تلك...تماما كما لم يعباء بالاعتراض القوى من كل كبار العائلة....ولم يترك لى فرصة للرفض!
كان ذلك منذ اثنى و عشرين عاما هذا العام...ومنذ ذلك الوقت الى الأن لم أخلع الحجاب على الرغم من انى لم أختار ارتداؤه...
لا ادرى لماذا لم أخلعه...ربما بارك الله لوالدى بسبب نيته فحفظنى مثلا...لا أدرى...
و لا أدرى أيضا اجابة سؤال مهم يلح على رأسى كثيرا,,,ترى هل كنت سأرتدى الحجاب لو اتيحت لى حرية الاختيار؟؟؟؟
أتمنى أن أقول بثقة و قوة نعم بالتأكيد لكن للأسف اجد نفسى أتردد بين هذا و ذاك...أحيانا أكون واثقة من أن نعم و أحيانا أخرى أشك....
على عكسى كان أمام أختى التى تصغرنى بأربعة أعوام الفرصة لتتأقلم نفسيا مع الوضع قبل أن يأتى الدور عليها...
وعلى الرغم من أننى لا أستطيع أن أقول أنها ارتدت الحجاب مجبرة أم عن اختيار... لكن بالتأكيد الاستعداد النفسى للموضوع ساعدها على حسم قرارها أكثر منى بكثير...فعلى عكسى لم تكتفى أختى بالحجاب فقط بل مشت خطوات الى الأمام فى موضوع التدين أوسع منى بكثير...ففى نفس الوقت الذى أضعف فيه أحيانا و أرتدى ثيابا أعرف أنها ليست مناسبة جدا أو أضع ال"مكياج" عندما أخرج رغبة منى فى أن أبدو أنيقة و على الموضة بشكل ما...ارتدت أختى العباءة فالاسدال ثم النقاب..بل حتى أنها اشطرتت على عريسها أن يوافق على ذلك و يعينها عليه كشرط لقبولها به...ورفضت عريسا عرض عليها لهذا السبب خصوصا!...
خطوات أتأملها أنا بانبهار شديد لكن لا أدرى كيف أفعلها أنا نفسي....
ما علاقة هذا بالأمومة؟؟؟
حسنا كل هذه المشاعر و الأفكار هاجمتنى مرة واحدة عندما أخبرنى الطبيب أنى حامل فى فتاة!
لقد تنفست الصعداء عندما رزقنى الله بابنى لأنى شعرت كأنما "نفدت" من هذا الحديث الشائك...ثم لحق بى عندما رزقت بابنتى...
طوال السنوات السابقة كنت أرى الموضوع من وجهة نظرى أنا المراهقة الحانقة لنزع الاختيار منها...ولم أتمكن من فهم وجهة نظر والدى كأب تدين حديثا و يرغب فى حماية ابنته من عذاب جهنم طالما يقدر على ذلك الا عندما رأيت ابنتى...
ووجدت نفسى أفكر...ماذا أفعل اذا عرضت على ابنتى الحجاب فرفضت؟؟؟؟
ليس لدى اجابة محددة لهذا السؤال الأن..الا أننى تعلمت من قصتى و قصة أختى ضرورة الاعداد النفسى للطفلة منذ وقت مبكر عن ماهية الحجاب بضبط ومتى سيطلب منها أن ترتديه وعدم تركها لتأخذ فكرة عنه من عموم الناس...
هذا هو ما وصلت اليه الى الآن...لكن طبعا اذا كان لدى أى منكم تجربته الخاصة مع هذا الموضوع ويرغب فى أن يحكيها لنستفيد منها جميعا فسأكون شاكرة لكم جدا...وليغفر لنا الله جميعا.ويعيننا أن...
                                     نستمتع بأسرتنا الجميلة!
                                         

No comments:

Post a Comment