Thursday, September 25, 2014

يوميات ماما - الوسط



كما تعرفون عنى يا ماميهاتى الحبيبات فأنا أحب أن أبنى قراراتى التربوية مع ابنائى على اﻷبحاث المكثفة
وكما فهمت من رد فعل أغلب - وليس كل- اﻷمهات اللواتى يعرفن عنى هذا اﻷمر... فهو ليس أمرا محببا وﻻ مفضلا من الكثيرين...
وانا لم اكتب مقالة اليوم ﻷتحدث عن روعتى و غباء اﻵخرين ﻷنهم يختلفون معى فى الفلسفة و اسلوب التفكير....ﻻ والله ابدا....
لكن مقالتى اليوم هدفها ان أتناقش معكم فى موضوع التربية هذا و نتبادل وجهات النظر...
السبب الاساسى وراء ادمانى ﻷراء الخبراء التربويين سببه هو بحثى عن الوسط الموضوعى...
ﻷن ما اراه - و لكم كامل الحرية فى اﻻختلاف معى- ان بدون معيار موضوعى للحكم يجد ولى اﻷمر مننا نفسه امام اختيار من اثنين...
اما محاولة تكرار نفس اﻻسلوب التربوى الذى تربى به نفسه مع اوﻻده او محاولة القيام بعكسه تماما...
وكلاهما ليس خيارا عقلانيا بل مدفوع بالمشاعر والمخاوف أكثر من أى شىء آخر...
كل من لديه اوﻻد يعرف بسرعة ان اوﻻده ليسوا تكرارا له وما يناسبه هو ﻻ يناسبهم بالضرورة...وبالتالى عادة ما نجد ان " هكذا تربينا" لا تنجح مع الكثير من اﻻوﻻد... و كثيرا ما نسمع شكوى ان طفلا معينا كان مثاﻻ للطاعة العمياء فى صغره ثم بمجرد ان كبر قليلا تمرد على كل شىء و بعنف...وليس عندما يصل الى سن المراهقة كما يظن الكثيرين بل قبل ذلك بكثير...
يقول اﻻمام على بن ابى طالب
( ربوا اوﻻدكم على غير ما درجتم عليه ﻷنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم)
اليوم يتربى ابنائنا فى اوقات ﻻ يصلح معها " علقة ساخنة" وﻻ " الحبس فى الغرفة و الحرمان من التليفزيون" لتربيتهم...بل هذا زمن زرع القيم و الدين "زراعة" فى قلوبهم... زمن زراعة " البوصلة اﻻخلاقية" بداخلهم ليعرفوا الخطاء والصواب عن قناعة وليس جبرا لخوفهم من العقاب...
زمن زرع الثقة بالنفس و قوة الشخصية...لا ليرد الولد على ابوه "بقلة أدب" ولكن لكى لا يكون ضعيفا مهزوزا سهل اﻻنقياد على يد اصدقائه او نجومه المفضلين...
انا عن نفسى اعتبر التربية اهم و اصعب و اكثر الوظائف تعقيدا...وﻻ أجد فى نفسى القدرة على معرفة كيف ازرع كل هذه اﻷمور بدون مساعدة محترفة...
هذا رأى الشخصى...لكننى أرحب و أحب أن استمع الى وجهة نظركم انتم و كيف تربون اوﻻدكم فى هذا الزمان؟

No comments:

Post a Comment