Sunday, May 18, 2014

يوميات ماما- المطار


مطار الملكة عالية -عمّان:
٢٠١٢

امام البوابات..لم يحن وقت الدخول من البوابة المؤدية الى الطائرة بعد...
وقفت حاملة ابنتى ذات اﻷربعة أشهر وقتها على ذراعى...وابنى ذا العام و النصف اﻻ قليل فى اليد اﻵخرى...
حاملة ما ﻻيقل عن اربعة حقائب متعددة الخامات واﻷشكال و اﻷحجام...
وارتجف فزعا و ضيقا وقلقا...
طفلىّ يصرخان بكل ما اوتيا من قوة...وتقريبا كل المطار يتفرج علينا....
هذه مرتى اﻷولى للسفر بطفلين معا...
وزاد من توترى الجاهز من البداية اجراءات اﻷمن المكثفة...التى تطلبت ان افك ابنى من الرباط الذى اشتريته له ليمنعه من الجرى بكل قوته فى المطار...وشيالة الطفل التى حملت فيها ابنتى لتكون يدىّ حرة...
مع اصرار الجمارك ان احمل الوزن الزائد من الحقائب معى...
لم يكن اﻷمر جميلا على اﻻطلاق...
صراخ الطفلين الغير مبرر...اﻻ ربما لشعورهما بمدى توترى بالتأكيد جعل المشهد كله تجسيدا ﻷسواء سيناريو رسمته فى ذهنى لهذا اليوم...
انا اﻷن فى الكابوس بالفعل!
وهنا من بين الجموع المتفرجة...
ظهرت سيدة قليلة الحجم على قدر كبير من الجمال الربانى...بدت لى كملاك فى هذه اللحظة بابتسامتها الرقيقة وحجابها اﻷبيض... وبهدوء تناولت منى ابنتى و حملتها و هدأتها...
ثم نظرت الىّ و قالت " ﻻتقلقى هكدا هم ال"بيبيهات" فى السفر دوما...دوما فعل اوﻻدى بى هذا" بقيت معنا لدقائق قليلة جدا ثم نادوا على طائرتها...اعادت الىّ الطفلة التى هدأت اﻵن و اعتذرت...ثم غابت بين الزحام...
بعد بضع ثوانى ظهرت و معها مجموعة من المراهقين المتقاربين فى العمر...ستة...اخبرتى بسعادة أن هؤﻻء اوﻻدها...
تمنت لى التوفيق و غادرت...
وقفت مذهولة و منبهرة...واخذت اتصور سيناريو السفر بهم و كيف كان...
ونظرت الى حالى و توترى بطفلين!...
نادوا على طائرتنا وتوجهت للوقوف فى الطابور مع الواقفين...
وهنا شاهدت جانبا انسانيا لم اره من قبل...
باختلاف جنسياتهم...واعمارهم...
ساعدنى الركاب...منهم من حمل عنى الحقائب...
منهم من حمل معى اﻷطفال...
مع صعودنا الى الطائرة كنت قد تعرفت على اغلب الركاب وتصادقنا بالفعل...
لقد حدثت اسواء مخاوفى...
وتحقق الكابوس...
ومرّ
على خير...
لقد مر الكابوس ونجونا...
لهذا فى هذا العام...عندما استعديت للسفر بطفلين وحدى...لم اكن متوترة وﻻ قلقة...
ولم اندهش حين ساعدنى الركاب...
وﻻ عندما تصادقت معهم باختلاف جنسياتهم و اعمارهم...
وتعرفين ماذا تعلمت من هذه التجربة؟
اﻻ اتوتر عندما يبكي اطفالى فى مكان عام...ﻷن السامعين ﻻ يظنون انى ام سيئة كما اظن فى هذه اللحظة...بعضهم مرّ بما انا فيه ويقدر ما انا فيه و البعض ان لم يقدر ولم يتفهم فلن يفكر فىّ اساسا بعد غيابى بثوانى...
لكن المهم هم اطفالك...الذين يتعلمون كيف يتصرفون فى مثل هذه المواقف منك...عندما اصبحت هادئة و مستمتعة بالتعرف على اصدقاء جدد و تبادل القصص معهم وجدت اوﻻدى يفعلون الشىء نفسه وتحول الموقف من كابوس التى تجربة جديدة و ممتعة...
كله بيعدي و كله بيهون....بس انت قولى يا رب :)

2 comments:

  1. رائع صديقتي و كلامك صحيح الطفل يتوتر لما يشوف اهله متوترين وعصبيين.. الموضوع رائع متلك

    ReplyDelete
    Replies
    1. تسلمي ياقمر يارب انت اﻷروع

      Delete