امومة مميزة- اﻷم الهادئة

مقالة اليوم عن أم ﻻ اعرفها شخصيا لكن رأيتها لبضع دقائق اثرت فىّ بشدة 

 كنا فى المطار عائدين الى اﻷردن انا و اسرتى...

جالسين فى مجمع المطاعم فى مطار القاهرة لنأكل شيئا فى انتظار ميعاد الصعود للطائرة...

بعد سفر ساعتين من بورسعيد الى القاهرة...

وتوتر و مشاعر ما قبل السفر وتجمع اجهاد عدة ايام متراكمة...

لم أكن فى أهداء حاﻻتى...

ها أنا ذا اجلس على المنضدة اخبر طفلي بكثير من التوتر واﻷعصاب المشدودة ان يتوقفا عن ما يفعلاه...

ماذا يفعلان؟...

يتفلتان فى مقعديهما...أحمد يرفض ان يجلس فى مقعده و يفضل ان يستكشف المكان...

وأنا على أخري....ﻻ أطيق اى شىء فى هذه اللحظة...

( هل ﻻحظتم اننى غالبا ما أكون متوترة فى المطار؟)

ثم رأيتها...

كانت واقفة بهدوء و ابتسامة رقيقة واثقة فى طابور تنتظر دورها...

ابنها والذى يبدو فى سن ابنى كان فى هذه اﻷثناء يتسلي بالجرى حولها فى دوائر...

فى حالتى الحاية اظن اننى كنت سأصرخ فى وجهه...

لكنها وقفت بهدوء متحملة جريه و ضحكاته البريئة بدون أن يبدوعليها اى انزعاج...

موقف بسيط لكن طفلها كان سعيدا و مستمتعا بفترة اﻻنتظار عوضا عن كونها فترة ارهاق و توتر...

هذا الطفل سيكبر ليقف - ان شاء الله- فى طابور هادئ مستمتعا بفترة اﻻنتظار عوضا التململ و فقدان الصبر و التوتر...

لماذا؟ ﻷنه اعتاد على هذا...

ﻷن هذا هو الطبيعى فى حياته...

شعرت بالخجل من نفسي لتوترى الغير مبرر..

نعم انا مرهقة و متعبة...لكن ما ذنب اوﻻدى المرهقين بدورهم...

مهما كان ما أمر به فمن حقهم علىّ اﻻ احملهم عبئى...خصوصا فى هذه السن الصغيرة...

هدأت قليلا و بذلت مجهودا اكبر ﻷهداء...

وسألت نفسى...لماذا انا متضايقة من حركاتهم؟ هل ﻷنها خطر عليهم بأى شكل من اﻷشكال أم انى اطلب منهم السكوت ﻷرتاح أنا؟...

فوجدت نفسي افكر...ما المهم هنا راحتى أنا ام راحتهم هم؟

وهكذا اخذت نفسا عميقا و نظرت مرة آخري لهذه اﻷم الهادئة و هى تسير الى منضدتها حاملة طبقها و طفلها يجرى بجوارها ضاحكا و هى تضحك له كما لو كانا فى بوستر للأسرة السعيدة...

أخذت نفسا عميقا أكثر و ذكرت نفسى بتعاليم اليوجا و التأمل ( ذكرونى ان اتحدث عنها باستفاضة فى مقالة آخرى)  ونظرت لطفلّى الجميلين وقلت لنفسي...

اهدئى قليلا...هما ملهومش ذنب...